مع تزايد حالات الوفاة الشعورية والوصول لحالة اللامبالاة الانفعالية ، ناهيكم عن لحظات الصمت المتزايدة ، واللجوء للكبت الاضطراري ، أصبح لابد أن نناقش قضايا الحوادث النفسية المسببة للنتيجة الأولى والمسؤولة عن الثانية والتي صنعت الحادثة الثالثة والتي أدت إلى القرار الرابع .
(إن العلاقات النفسية جانب عميق في حياتنا) ، كلام مكرر معروف مللنا سماعه ، لكن مالا نعرفه عن العلاقات في حياتنا أنها كقيادة السيارة ، تحتاج مسافة كافية كي لا نصطدم ببعض ، أي نحتاج حدودا نفسية دقيقة نعرف بها الحد الذي نقف فيه في العلاقة ، والذي لابد أن نقف فيه ، والذي يجب علينا أن لا نتعداه .
فمثلا : أنا أقدر من يحترم خصوصية غيره ، لا يتطفل عليها ، ولا يتجاوز حده النفسي فيها ، ذاك الشخص يؤمن أن لكل إنسان مساحته الخاصة ، لا يسأل عن ما لم نقوله ، ولا يستفسر عن ما نود إخفاءه ، لا يتطفل ولا يدس أنفه فيما لا يعنيه ، يعرف أن العلاقة بين البشر تحتاج مسافة كافية وحدودا واضحة للاستمرار ، حتى لا نصاب بحادث شعوري نفقد به مشاعرنا ، أو قد تموت ردات فعلنا بالكامل ، فلا موقف سعيد يجعلنا نفرح ، ولا حزين يحرك مشاعرنا !
هذا الحد لا يشمل البعيد وينسى القريب ، بل يبدأ بعلاقتك مع نفسك ، هناك حد لدلال الذات ، وحد للرغبة ، وحد للشهوة . وكذلك علاقتك مع عائلتك وأخوتك وأبنائك وشريكك وصديقك وزميلك وشخص لا تعرفه ، كل علاقة لها حد لا يجوز تجاوزه مهما بلغت من قرب أو مهما كانت بعيدة .
وتذكر أن البشرية الصحيحة نفسيا هي تلك التي تحمل شعارات احترام الذات من احترام الآخر.
دون ذلك فوضى نفسية وحوادث لا نهاية لها.
اعرف حدودك عزيزي القاريء !
Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi