الاثنين، 29 مارس 2021

وهل يخفى القمر ؟ بقلم د. نادية الخالدي


ليس مهما كم عدوا تملك 

ولا كم مزعجا يؤذيك في حياتك  

ولا كم من يتمنى تهميشك 

ولا كم وكم من يريد إيقافك ويتمنى سقوطك 

جميعهم غير مهمين فهذه مشاعرهم التي تخصهم وتؤذيهم وتوجعهم وتوترتهم وتضيق عليهم يومهم وتفسد وتشوه مشاعرهم 

المهم لماذا شعر كل منهم بهذا الشعور ؟ 

هل لأنك إنسان عادي أم عابر أم غير مهم أم لا تؤثر؟ 

أو لأنك أثرت وعبرت وأصبحت مهما وغير عادي؟ 

 إن فكرة حب الناس لك لأنك جيد فكرة تكاد وهمية فالناس يحبون بطبيعتهم المحتاج الذي يشبههم والذي يساويهم ويوازيهم 

أما الذي يتعداهم ويتجاوز حدود راحتهم ويتحدى فكرهم ووعيهم 

لا يحبونه في الغالب 

والسيناريو الأسوأ والمضحك 

أنهم إن دعموك لنجاح ونجحت هم أنفسهم من يسحبونك للفشل لأنك تفوقت عنهم 

وهذه الحادثة نراها مع المشاهير  أياً كانت صفتهم ووجهات شهرتهم  

 يرفعون من قيمتهم الناس وعندما يرتقون هم أنفسهم ينتقدونهم ويتذمرون منهم 

من صنعهم؟ أنتم 

من شجعهم؟ أنتم

من قواهم؟ أنتم 

لماذا تنسخلون منكم يا أنتم ؟! 


الاجابه : الناس تحب المتشابهات ، البعيده عنهم كلما اقتربت بتشابهك كلما هددت اكثر 

فلا احد سيهتم بعالم اخترع شيء لا ينتمي لمجتمعه بل قد يمجد ما عمل ويذكره بكل مجلس ولكن ان كان هذا العالم اخاه او ابن عمه او قريب منه لن يتقلل هذا الان. ابدا وسيزعجة بالغالب 

لماذا لقرب ذالك منه ، لماذا يحدث هذا الشعور لانه يخبره بالعمق انه تفقوق عليك وافضل منك 

ولان اسلوب التربيه مبني على ( شوف اخوك وصير مثل ولد عمك ، فتلمقارنه موحودده منذ الصغر  لذلك لا نتعجب اذا ظهرت على السطح في الكبر) 

عزيزي القاريء ... لا تقارن نفسك الا مع نفسك لا مع احد 

ولا تظن ان نجاح احد سيسحب من طريق نجاخك شيء 

ولن ياخذ اي احد تصيبك من الحياة مهما اجتخد وخطط ودبر في ذلك 

ولا تحاول ان تخفي نجاح احد او تنكر سطوع نجمه حتى لا تظهر غيرتك منه على الملا فتكون من مستوره مجمده داخلك الى ظاهره وواضحة للجميع 

واخيرا 

النجاح لا يمكن تجاهله فهو كالقمر واضح وساطع يراه الجميع ويتغزل فيه كذلك 

لذلك إن كنت تحاول تجاهل أحدهم (اعلم انه تجاوزك وتجاوز قدرتك على تجاهله). 

فالنجاح ساطع  يشبه القمر 

وهل تستطيع إخفاء القمر؟!

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

اتق شر من فضفضت إليه د. نادية الخالدي


في لحظة الارتياح والشعور بالتوافق والشعور بالألفة تقرر أن تفتح قلبك لأحدهم ( قد يكون شريكا أو صديقا أو أحد أقاربك أو زميلا ) 

فتقول شيئا يخصك لوحدك ويوجعك أنت

بالكويتي ( تفتح له قلبك ) فتخبره ما يسعدك وما يحرنك ما يؤلمك وما يوجعك ما يجعلك تبكي قهراً وما يقهرك 

تخبره كل الاشياء عنك 

المقربين منك 

أعداءك 

الخلافات العائلية 

أو مشاكلك المادية 

أو تلك التي لا يعرف عنها أحد سواك 

في لحظة كتلك تخرجها من سريتها بقلبك لقلبه 

في تلك اللحظة أنت لا تعي ولا تتصور أنك أهديته مفتاح فضيحتك !

فتلك اللحظة كنت بدرجة من الارتياح لن تتصور بها أي تغير سيأتي بعد 

وهذا الأمر يتنافى مع قوانين الحياة فالحياة متغيرة ومتنوعة فحبيب الأمس قد يصبح عدو اليوم وعدو  الأمس قد يتحول لحبيب اليوم والقريب منك قد يصبح غريبا والغريب قد يكون أقرب قريب 

وقد يستمر معك صديق واحد ويسقط باقي الأصدقاء منك 

لا تعلم أنت من سيستمر 

لذلك احذر اللحظة التي تمر بها الأيام و تكون كل الأمور على ما يرام 

حتى يأتي يوم لم تحسب له جيدا  كل الحسابات 

او لحظة يحدث فجأة خلاف مفاجئ بينكما 

أو موقف كانت المشادات فيه عالية 

فتجد قصتك تتداول بين الجميع

وأسرارك حديث المجالس 

ونقاط ضعفك قد تم نشرها بالكامل 

تلك اللحظة ستجلس تندب جهلك آلاف المرات 

وتكره نفسك آلاف أخرى 

ويُكسر قلبك الكثير من اللحظات

كل ذلك لأنك لم تنتق الشخص المناسب في الفضفضة 

عزيزي القارئ 

لا تفتح قلبك لأحد 

افتح قلبك لله 

أو مسشارك القانوني إن كان قانونيا 

أو النفسي إن كان نفسيا 

او الاجتماعي إن كان اجتماعيا 

استشر أصحاب العلم والمعرفة الذين مهما فتحت قلبك لهم 

لن يتكلموا عنك 

وإن لم تستطع ابك على سجادتك ارجع لربك واشك له حكاياتك المؤلمة 

أما من حولك اتق فتح قلبك لهم 

فأنت لا تأمن شر من فضفضت إليه

يقول الشاعر :

احذر عدوك مرة

واحذر صديقك ألف مرة

فلربما انقلب الصديق

فكان أعلم بالمضرة


Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi 

الاثنين، 15 مارس 2021

داروا أموركم بالكتمان بقلم د. نادية الخالدي

 

أذكر ذلك اليوم جيدا ، عندما التقيت بإحدى النساء وهي ابنة ٣٩ من العمر تشكو لي عدم قدرتها على تحقيق نواياها 

التي لطالما حلمت بها طوال حياتها 

ورغم شغفها وذكائها وتقدمها العلمي وقوتها التي تتعرف عليها بمجرد جلوسها أمامك إلا إنني من الوهلة الأولى عرفت السبب ، واضح وسهل الاكتشاف دون أن أحتاج لتفاصيل أكثر منها ، كان كثرة حديثها عن نواياها ، ورغبتها الشديدة بها ، مسهبة بالشرح ومتعمقة بالتفاصيل مع سرد كامل للمشاعر المصاحبة للنية والرغبة. 

سألتها سؤالا : لماذا لم تنتهِ من البحث العلمي هذا؟ 

أجابت : لا أعلم لم أكمله 

طيب : لماذا لم تترقِ ؟ 

أجابت ؛ لا أعلم لا أحب عملي 

لماذا ولماذا والكثير من الإحابات التي تثبت أنها لم تسعَ لنواياها بقدر ما تحدثت بها .  فقد جهلت أنه كلما زاد تحدثنا عن الأمر صدقنا أننا أنجزناه ، وأنه موجود فلا حاجة لدافعية تدفعنا ولا تقدم نسعى له 

لذلك كان عنوان المقالة يدعو للكتمان وعدم التحدث 

عزيزي القاريء :

انو اقتناء منزل 

انو السفر للمكان الفلاني 

انو عمل هذا المشروع 

انو دراسة هذا التخصص 

انو جمع هذا المبلغ 

لا تخبر أحدا عن نواياك ، فالنوايا إن تكلمنا عنها يصدق العقل أنك حققتها ولن تنجز بها شيئا 

أصحاب النوايا صامتون ، تركيزهم عال وأهدافهم دقيقة 

وتفاصيلهم واضحة 

يعرفون متى وقت الكلام وأين هي لحظة التوقف ، ومن هو المعنى بالإفصاح ومن لا يمكن الإفصاح له 

ومتى يعلن ومتى يكتم ؟

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "

 النوايا تكتب بالقلم وتتخيل بالعقل وتدار بالفعل 

لتتجلى بالواقع 

لذلك النوايا معادلة حسابية منطقية 

تحسب بالمقدار الدقيق وتعطي نتيجة مثالية 

لذلك افهم قانون النية جيدا 

الذي ينص على لا تخبر أحدا إلا من تثق بمساعدته ودعمه 

لا تؤجل العمل بل ابدأ فيه على الفور 

كن مرنا بالتغيير لتصل لما تصبو له 

افعل بهدوء وقلل الكلام 

تجنب المجالس التي تأخذ من وقتك الكثير 

وتذكر :

الناجح لا يتحدث كثيرا لأنه يعمل أكثر 

ولا يصاحب كثيرا لأنه قريب من نفسه أكثر

ولا يضيع وقته فوقته ثمين بشكل أكبر

الخميس، 4 مارس 2021

خالي الشهيد يوسف اليعقوب أستودعك الله

  خالي الشهيد يوسف اليعقوب أستودعك الله 


في منتصف شهر أغسطس-١٩٩٠ أذكر هذا الأمر  جيداً، كنت أتجول في شوارع الكويت أثناء الغزو العراقي، في يوم صيفي حار، مع جدتي المتوفاة سارة الطاهر التي كانت تطرق أبواب البيوت باحثة عن ابنها المفقود، تارة يخبرونها أنه بالسعودية، وتارة يخبرونها أنهم رأوه يصور ويوثق أحداث الغزو، وآخرين يجيبون بالنفي أنهم لا يعرفون عنه شيئا!


لم أكن وأنا ابنة الخامسة في ذاك الوقت أملك التصور الكافي لمشاعر جدتي، أو تلك الغصة التي سكنت جدي في محاولاته اليائسة لإيقاف زوجته عن البحث والتقصي، لتترك الأمر له ولأخوته ،ولكنها لم تكن تستجب.

لم أملك حينها ولحظتها استيعابا كافيا لما نحن فيه في تلك الفترة الزمنية، التي هي فترة الغزو العراقي.

كل ما كنت أفهمه أن يديها كانت باردتين، وأننا كنا نجلس بين الحين والآخر  لتبكي خوفا عليه، وتعود لتجمع شتات مشاعرها لتبحث عنه.

جندت الجميع في البحث عنه، وكانت هي الشخص الأكثر بحثا عنه، تسأل الجميع نفس الأسئلة وتحصل على نفس الإجابات، وتعيد نفس الأسئلة مرات ومرات، جلست تنتظره سنين لم تفرح بها بأي مناسبة، وكل مناسبة تحتوي ذكرى الغزو كانت توجعها أكثر،  فإبنها لم يكن أسيرا بشكل رسمي، ولا شهيدا بصورة حتمية، 

كان مفقوداً لا خبر عنه ولا أخبار تصل لها.

وفي رحلة الـ ٣١ سنة الطويلة التي عشتها مع جدتي وجدي، وحضرت وعشت وتعايشت مشاعرهم في انتظار ابنهم، توفاهم الله مودعين الحياة الدنيا بأمل مفقود. كانت السنة الماضية هي سنة فقداننا لجدي، وسبقته بخمس سنوات جدتي، وظهرت هذه السنة وفاة ولدهم، وكأن الألم يرفض أن يسقط الأمل من بريق أعينهم التي انتظرته كل هذه السنين، والأمل الذي كان بقلبهم كل لحظة وحين.

وكأن الألم خجل من وجعهم فترك سنوات طوالا تداوي الآلام عنهم.

رحمهم الله بعدم وصول رفاته في حياتهم، ورحمتهم السنين في أخذ مساحة التقبل والقبول اللازمة في تقبل أي فجيعة تحدث.

اليوم ٣-٣-٢٠٢١

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران (169)


بكل فخر أزف لكم خبر استشهاد خالي، بطل الكويت  وجسور الموقف الصعب، ورجل الموقف الصعيب، الشهيد يوسف يعقوب محمد اليعقوب، الذي قدم روحه فداء للكويت الحبيبة، ودافع بجسارة عن بيت كل كويتي، اليوم ٣-٣-٢٠٢١ تلقينا خبر استشهاده، كان بطلا للتصدي ضد إهانة كرامتنا والتعدي على شرف كل منا، وسلب أرضنا وممتلكاتنا، وكما أنه شارك بشجاعته لصد كل ألم عنا، أنا  اليوم اشارككم  بطولته لنتشارك بالدعاء له، فيارب تقبله قبولا حسنا، وارزقه منزلة العليين، وأسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء.


ابنة أختك نادية الخالدي

الثلاثاء، 2 مارس 2021

مقالة بعنوان (مجلس ما فيه نفس ثقيلة) بقلم د. نادية الخالدي

 

كم مرة جلست مع أشخاص غصصت بكلماتك معهم؟ 

كم مرة شعرت بالضيق من مجلس مليء بأشخاص يسببون لك الضيقة؟ 

كم مرة كثرت مجاملاتك لحد لم تحترم فيه حالك؟ 

وكم حال كاذب عشته في مجلس كان الجلوس فيه اضطراريا ؟

كل ما سبق 

(كان مجلسا فيه نفوس ثقيله) 

تأخذ من صحتك ومن عمرك ومن صدقك مع نفسك الكثير ، ولأن مجتمعاتنا فرضت علينا الجلوس في مجالس مزعجة بعض الشيء مملوءة بطاقات سلبية.. تحت مسمى( المعارف) .... ولأنه صار الحكم على الشخص بكثرة معارفه لا نوعية هذه المعارف،

صار الجميع يشبه الجميع في حبهم للمظاهر الكاذبة

والانشغال بلا شيء.. الذي قد يكون أبسط أشكاله: نوع لبس فلان وساعته ومقتنياته التي قد تزيد ثقله أو تخفف موازينه، وتفاصيل من يعرف ومن يصادق ومن معه على الدوام ، ولو نتعمق أكثر متنقلين في التدرج المتفاوت في التفاهة: مكان منزله ونوعية أثاثه ومن هم جيرانه وكيف يكسب وما نوعية السكن حكومي أم خاص؟ وأكثر وأتفه! حتى نستلم صك مسمى التافهين رسميا .

كل ذلك لأننا نجري خلف بعضنا دون وعي وتحت مظلة التقليد الأعمي والتبعية اللاشعورية. 

إن ثقل الأشخاص على نفسك يحدث نتيجة اختيارك لهم، والجلوس معهم حسب معايير لا يفهمها قلبك ولا يتفهمها عقلك ، لكن تجبرك عليها برمجتك الاجتماعية. 

قف مع نفسك الان ..

ماذا يحدث لو قلت أن فلانا صديق العائلة لا يمثل شخصيتي؟

ماذا لو ابتعدت عن ذلك الشخص صاحب الكلمات الجارحة وأنهيت الارتباط به؟

ماذا لو تركت نظرية (التبعية) لنظرية أجمل تدعى (أنا لا أمثل البقية)؟

لماذا لا تصادق الشخص لعلمه وفكره وتوافقة القلبي معك لا لسيارته وساعته ومنزله وعائلته؟

عزيزي القاريء...

التعرف على جميع أصناف البشر أمر مهم حتى تكون لك خبرة اجتماعية عن كل ما حولك ، لكن هذا لا يعني أبدا

أن يكونوا هم جزءا من حياتك أو كثيري الوجود فيها.

تذكر أن نفسك أهم من الجميع ، وأن البشر هم استثمار في حياتك، من حق نفسك عليك أن تعرف عواقب هذا الاستثمار وأرباحه وكيفية الوصول لأعظم ثرواته

متفاديا الخسائر بوصفة ذكية تدعى (الذكاء الاجتماعي) التي تنص على :

( كن موجودا حد الفقد عند من تحب ، وكن مفقودا عند الذي لا وجود لهم اصلا ، وقتك هو عمرك الزمني الذي يُكون حالتك النفسية وذكرياتك المستقبلية )

ولأن تطبيق القرارات أهم من القرارات ذاتها ،

خذ صورة معي الآن لجميع من هم في حياتك ، صفهم تصفية نفسية،

الذي يبعدك عن أخطائك ، والذي يجرك لها ، والذي يتعب نفسيتك ،والذي يداويها

من تريد ؟!

قف مع نفسك وقفة جادة تنقي حياتك من المتذمرين والتافهين والفشلة والحاسدين، واكتفِ بالرائعين الطموحين المحبين لك والمعطائين، وتصور نفسك معهم في قمة تجمعكم معا ، تستثمرون بها طاقات بعضكم البعض الإيجابية وتقومون تصرفات بعض.

احفظ هذه الصورة جيدا في قلبك وخزنها بذاكرتك واكتب تحتها:

كل مافي الأمر أن حقيقة نجاحك وراحتك في الحياة هو أن هذه العبارة تحققت : ( مجلس مافية نفس ثقيلة )

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...