الاثنين، 24 أغسطس 2020

فن السكوت د. نادية الخالدي

فن السكوت 

د. نادية الخالدي 

لماذا تقول كل شيء عن نفسك بحجة أعرفه جيداً ؟ 

أو بدافع ارتحت له نفسياً ؟

لماذا تعطي الناس مفاتيح أذيتك بنفسك ؟ 

لماذا تذكر نقاط ضعفك وأماكن وجعك ؟

ثم تأتي بعد ذلك تندب خيانة صديق أو طعن قريب ، إن الكلام فن وذوق ومهارات أمر نعرفه جميعنا ، ونسعى دائما وعلى الدوام تعلمه وإتقانه 

إلا أن السكوت هو فن من نوع آخر ، يحفظك من كل أذية ، ومن كل سوء 

فن السكوت لا يعني الصمت فحسب ، بل يعني ما بعد الصمت ماذا سيكون ؟ 

فالصمت أداة استفزاز بارعة في إخراج ما في قلوب الناس عنك 

والصمت أداة أمان تحفظك من كشف نقاط ضعفك للآخرين 

والصمت أداة تجعلك تتقن الاستماع لمن هم حولك 

والصمت سلاح لحل الأزمات باللين ، بعيدا عن العنف والقوة 

الصمت ترفع عن المجادلة والنقاش 

وعن التفاهات والنزاعات 

وعن تفسيرات الكلام 

السكوت فن عميق صعب التمرس والممارسة 

فهو أقوى بالتعبير ، أصدق في توصيل الرسالة ، وأعمق بالتأثير 

لذلك المسرح الصامت أصعب وأصدق وأقوى من ذاك المليء بالكلام 

والفن الصامت أرقى وأعمق من ذاك المحشو بالكلمات. 

الصمت يطلق العنان للجميع أن يكشف لنفسه عن نفسه ، كيف يفكر ويفسر الاشياء دون دلالات لها سوى مشهد صامت يتيح له حرية التفسير 

الصمت تقرير نفسي يعبر لك عنك 

لذلك ، لتنجو بنفسك من منعطفات الحياة 

تكلم قليلا ، واصمت كثيرا 

اعطِ معلومات سطحية عنك 

لا تتعمق بالحوار والنقاش مع أي شخص لا تثق به 

وإن وثقت به ، لا تكشف كل أوراقك له 

وإن كنت تحتاج للكلام تكلم لمختص يحفظ سرك ويعطيك رأيا محايدا عنك وينجيك ويطورك دون أن يأتي يوم يذكرك بأنه فعل لك شيء من هذا 

انتبه ! السكوت فن لا يفمهه سوى من يتقن التعامل مع نفسه

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

هل أنت كافٍ لنفسك ؟ د. نادية الخالدي

 


كافٍ

معنى عميق يعبر عن الامتلاء ، أيا كان شكله أو نوعه 


مكتفٍ بالنزهات 

مكتف بالسفر 

مكتف من نوعية الأكل المعتاد عليه 

الاكتفاء يعني أنك مكتف من الحصة النفسية والفكرية والجسمية المخصصة لك 

ما سنطرحه الآن هو الكفاية النفسي 

هل أنت كاف لنفسك ؟ 

كيف ستجيب على هذا السؤال ؟

أو هل تعرف إجابته فعليا ؟ 

ما معنى الاكتفاء النفسي ؟ 

وما فائدته ؟ 

وماذا نحتاج فيه ؟ 

جميعنا نحتاج الاكتفاء بكل شكل له ونوع ، إلا أن الطرق المؤدية له هي ما لا نعرفه 

فالاكتفاء بالحب حاجة لكل البشر ، يتوهم من يظن أنه لا يملك من يحبه ، لا يوجد شخص بالعالم ليس لديه على الأقل شخص واحد يحبه 

الاكتفاء عقليا ، نحتاج أن نتعلم ونحرك العمليات العقلية بالتفكير الصحيح ، إن لم نعرف هذا شغلنا وقتنا بالأوهام والتوقعات البائسة 

الاكتفاء عملية تُكفى بالامتلاء وتمرض بغيره ، 

حيث إنها عملية تكاملية ، فاكتفاء الروح من التغذية الروحية 

واكتفاء العقل من الإشباع المعرفي والعلمي 

واكتفاء المشاعر من العلاقات الداعمة والمستمرة 

ما فائدته ؟ تعبئة يومية يحتاجها الجسد والعقل والروح، 

ونضع تحت تعبئة يوميا آلاف الخطوط ، 

الكفاية لا تعني التعبئة المؤقتة أو عند الحاجة ، 

بل تعني جرعة يومية يجب عليك أن تقوم بها . 

لذلك اكتفاء الأمس لا يغني عن كفاية اليوم والاستغناء عن كفاية الغد ،

كل يوم له جرعة كافية تؤديها ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكفاية الزائدة متعبة ، والكفاية القليلة لا تكفي . 

نعم نحتاج أياما فوضوية ، لكن السائد أيام كافية نفسيا وروحيا وعقليا ومعرفيا واجتماعيا  

جرب أن تعبئ كفايتك كل يوم بجدول يومي 

واستمتع بصحة نفسية كافية

 وتذكر أن المكتفي يكتفي بنفسه ويتشارك هذا الاكتفاء مع الآخرين 

لا أن يبحث عن كفايته عندهم ؟ 

فإن بحثت عن كفايتك عند شخص ، أنت غير مكتف مع نفسك ، وغير المكتفي مع نفسه لا يعطي الآخرين ؟


‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

السقوط الجميل د. نادية الخالدي





كم عدد الصور التي وددت أنك لم تلتقطها لأنهم سقطوا من عينك ؟
وكم عدد اللحظات التي رغبت أن لا تعيشها لأنهم سقطوا من قلبك ؟
وكم عدد المواقف التي يزعجك ذكرها لأنك سقطت من عين نفسك ؟!
كم عدد من سقط من حياتك ومن هو آيل للسقوط ومن هو مرشح لذلك ؟
أعلم وأتفهم ، الجواب : الكثير والكثير .
سألتني إحدى مراجعاتي في العيادة النفسية
دكتورة : هل سقطتِ من عين نفسك ؟ 
كان سؤالا جديدا وفريدا ومباغتا وغير متوقع ، إلا أنه أحيا بداخلي الكثير ، مما جعلني أكتب هذه المقالة لكم، 
وبين صراع القالب الاجتماعي (ماذا أرد كدكتورة نفسية؟) و ( لماذا لا أرد كإنسانة طبيعية؟) ، حسم عقلي الصراع هذا بقول : نعم ، كثيرا ومرارا إلا أنني 
لا أفكر بعدد المواقف، فالكمية خبرة نحتاج تعلمها لنكون الافضل والأحكم مع الوقت ، بل أفكر بماذا يجري معي خلف هذا السقوط ؟
عندما نسقط من عين أنفسنا، نخجل منها وفي أحيان نكرهها ونحتقرها ، وعند هذا المساق الذي يسوقنا للتهلكة النفسية ، اعرف عزيزي القارئ أن من يسقط من عين نفسه هو من يحملها ويروضها ويعدلها ، لذلك أيا كانت أخطاءك وقوتها وشدتها ، لابد أن هناك جانبا إصلاحيا لم تتعلمه بعد ، لذلك سامح نفسك من ذاك الخذلان الذي سكنك عندما سقطت ، وانهض لتقف مرة أخرى أقوى وأصلب .
وفي كثير من الأحيان -إن لم يكن غالبا- يسقط الآخرون من حياتنا ، سقوط الآخرين مختلف عن سقوط الذات، 
فالاخرون يسقطون لتصبح الحياة بدونهم أكثر خفة ، وتصبح أنت أكثر حكمة في انتقاء واختيار الاخرين، 
فمن سقط من عينك سيعلمك البصيرة أكثر ،
ومن سقط من قلبك سيروض اندفاعاتك الشعورية أكثر، 
ومن سقط من ذاكرتك سيعلمك أن اللحظات مهمة والعمر مهم أكثر وأكثر . 
أما السقوط اللذيذ الجميل الرائع المرغوب هو ذاك السقوط الذي تسقط به جانبك الشرير ، تكبرك على الآخرين وتعاليك عليهم وأسلوب التعجرف والظلم لهم، 
تسقطه لتعتلي بخلقك وإنسانيتك وحكمتك .
هذا هو السقوط الرائع 
ولكن يؤسفني أن أقول لك :
لن تصل له حتى تسقط بكل ما ذكر في السابق !
فالسقوط نهوض من نوع آخر يدعى (الخبرة) ،
السؤال الآن كم مرة سقطت من عين نفسك ؟
‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...