الثلاثاء، 28 يوليو 2020

فضيحة أخلاقية د. نادية الخالدي

فضيحة أخلاقية 
 د. نادية الخالدي 
 
 بين الاندفاع لاتهام الغير ، والشعور بالنشوة لسقوط الكثير ، وبين الهمزات الكلامية التي وجدت أخيرا مبررا منطقيا لها ، وبين العداوة المبطنة التي وجدت منفذا لظهورها ، والرغبة بالاستهزاء والتعبير الجارح والناقد لكل شيء أو حدث أو شخص .
 اسأل نفسك عزيزي القارئ :
 لماذا كل هذا ؟
 لماذا التربص لسقوط أحدهم ؟ 
 أو الاستمتاع بفضيحة الآخر ؟ 
 أو الاستهزاء لحدوث أمر لآخر ؟
 لماذا كل هذا ؟ 
 أين الأخلاق ؟ "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
 أين ستر عورات الناس ؟ فالتشهير فضيحة أخلاقية "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .."
 تكون الإجابة التي لا أظنها إجابة ، إنما مبرر لكل خلق غير سليم :
 يستأهل .... الجواب ( لا تستهزئ بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) 
 عمل كذا.......الجواب ( لا تصدر أحكاما غير متأكد منها ) 
 عزيزي الإنسان القارئ الواعي المسلم ..
 تذكر قصة الأخوين مع سيدنا داود -عليه السلام- وحكمه على أحدهم برد النعجة لأخيه ، ثم تبين له أن الحق مع الآخر صاحب الـ٩٩ نعجة ، فاستغفر ربه وأناب إليه .
 المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، لا تظلم لمجرد أنك سمعت ، ولا تخرج حالتك النفسية على أحد بحجة أنه مخطئ ، لا تأخذ دور الحكم الذي هو أصلا ليس دورك ، ولا تشوه صورة نفسك  من خلال تشويه صورة الآخرين  ، وكل ما يتبع ذلك من أجل حالة شعورية ، أو مع كلام القطيع . يحتاج الإنسان منا أن يراجع حالته الفكرية والأخلاقية مع الكثير والكثير من انفعالاته النفسية . 
 لنحترم بعض أكثر .. 
 لنرتقِ بأسلوبنا ..
 لنتريث في إطلاق الأحكام .. 
 فالأخلاق قيمة تظهر في سلوكنا
 ‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 21 يوليو 2020

فوبيا الزواج ؟ د. نادية الخالدي

فوبيا الزواج ؟ 
د. نادية الخالدي 
ماذا تشعر  عند ذكر كلمة زواج ؟ 
 ارتجاف باليدين 
رغبة بالبكاء غير مبررة 
ضربات قلب تتسارع من شدة الخوف ؟ 
أم قلق مبالغ فيه من الكلمة ! 
أم تخيلات لا إرادية عن سيناريو سلبي سيحدث عند  خوضه؟
أم توتر ورغبة في تغيير الموضوع ؟ 
أم حالة من عدم الاتزان وفقدان التوازن ؟ 
 كم شعور من المشاعر السابقة شعرت به ، أو ما زلت تشعر به الآن ؟ 
إن شعرت باثنين منها فأنت خائف ،
وإن كان هذا شعورك المستمر فأنت خائف جدا !
وان كان هذا شعورك مع عدم القدرة على التحكم به 
وبشكل مستمر فأنت خائف جدا جدا حد فوبيا الزواج أو ( جاموفوبيا) (Gamophobia) 
  والفوبيا هي إحدى الاضطرابات النفسية المشهورة جدا ، والمنتشرة بشكل واسع ، وتعني : الخوف المتواصل وغير القابل للسيطرة من حدث أو فكرة أو شخص أو شيء. 
هذا الخوف متكرر ومزعج ويعيق الحياة ، ورغم أن مصاب الفوبيا متأكد أن الموقف الذي يسبب الخوف لا داعي له ، إلا إنه متأكد أيضا أنه  لا يستطيع التعامل معه.  
وبين الخوف وعدم السيطرة يدفع مصاب الفوبيا مشاعره وصحته وتفكيره ضريبة لذلك ، ولأن الفوبيا متعددة الأشكال والأنواع والأصناف ،  ففوبيا الزواج هي أحد أشكال الفوبيا المنتشرة بشكل واسع هذه الأيام يقع بفخها الرجال أكثر من النساء.
من أين أتت ؟ 
- حسب المواقف الذي تعرض لها الشخص أو سمع عنها أو عاشها 
- كيف تأتي ؟
- حسب شدتها أي درجة التعرض لها  ، مثال : تعرضت لزواج سيء بشكل مباشر ، تصاب بها بشكل أكثر من أنك سمعت عن الزواج الفاشل حدث لأحد تعرفه .
- كما أنه إن حصل حدث سيء لشخص تحبه نتيجة الزواج يؤثر عليك نفسيا أكثر من إذا حصل الحدث ذاته لشخص بعيد عنك .
-  ناهيكم عن البرمجة الإعلامية من المسلسلات والأفلام المؤثرة بشكل غير مباشر على النظرة الكلية للزواج ، ليس هذا فحسب ، تكاد لا تخلو المجالس أو الأحاديث اليومية عن عبارات الاتهام والسلبية عن الزواج ، التي لو ناقشناها لوجدنا أنها سبب لصناعة أفكار مخيفة .
مثال :
- مرتاح في حياتي ليش أتزوج ؟ 
- ( الزواج مريح أكثر)  
-ما راح أتزوج مالي خلق أحد يتأمر علي .
( ليش يتأمر دام في لغة تفاهم؟ ) 
_كل إخواني وأهلي فشلوا بالزواج .
( هم ليسوا أنت) 
- المطلقة أو المطلق أو الأرملة أو الأرمل : سيظلم أولادي .
- ( لماذا لا يعيد لهم التوازن ويستفيدون هم أيضا من وجود طرف جديد يشبع الطرف الناقص ؟ ) 
- والكثير من الأفكار المخيفة التي تجعل المعالج النفسي  يحتاج  للجوء للكثير من أساليب التشكيك والجدل المباشر والتخيل والتعريض التدريجي ، كما ورد بالمثال السابق للتخفيف من حدتها ووضع البرامج المناسبة لحلها .
- لذلك عزيزي الخائف ، الزواج رحلة نفسية جميلة  تبدأ  بالشراكة وتستمر بالاحترام وتثمر الصحة النفسية والجسدية والمجتمعية . 
- إن كنت تعاني من فوبيا الزواج اطلب المساعدة ، ولكن لصحة نفسك ومجتمعك : تزوج !

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 14 يوليو 2020

متلازمة الاستهلاك د. نادية الخالدي

متلازمة الاستهلاك 
د. نادية الخالدي 

يرفع الحظر ، تتسابق الطوابير ، وتتزاحم الصفوف لشراء  قطعة من الجلد تساوي آلاف الدنانير أو قطعة من المجوهرات تساوي الآلاف هي الأخرى ، ناهيكم عن المقتنيات البسيطة هنا وهناك البعيدة عن الحاجة .
لا لا ليس هذا الأمر فحسب !
ارجع معي بالزمن لفترة ما قبل رفع الحظر ، ستجد  طوابير أخرى مزدحمة لاقتناء المواد الغذائية البعيدة كل البعد عن الحاجة ، بالعدد والكمية والنوع. 
السؤال الآن : 
هل كانوا محتاجين لاقتناء هذا الشيء بذاك الوقت بتلك الساعة ؟ 
نعم : كانوا محتاجين جدا لذلك ، ليس حاجة الاقتناء ، بل حاجة التنفيس عن ذاك الغضب الذي سكنهم عندما كانوا بين الجدران الاربع ، في مكان واحد لم يعتادوا أن يجلسوا فيه ساعة واحد متكاملة من قبل. 
إنها متلازمة الاستهلاك ، هي متلازمة تجعلنا نقتني ما لا نود اقتناءه بالعمق ، ولكن ما يوهمنا اقتناءه أننا بخير ، وأن كل حالتنا النفسية على ما يرام ، أننا على قيد الشعور وقيد الحياة !
هي متلازمة متعلقة بالتفكير ، توهمك بالحاجة وتنتهي بك بالعجز المالي وضعف الإمكانات المادية . 
تعطيك شعورا بالفرح ، وتنتهي بك بشعور بالضيقة وكتمة بالصدر ،
تعطيك شعورا وقتيا بالرضا ، وتنتهي بك بمشاعر غير راضية طويلة الأمد . 
انظر لنفسك 
كم أنفقت من الدنانير في هذه الفترة ؟
هل كان الإنفاق ضروريا ؟ 
ماذا شعرت عندما أنفقت ؟
ماذا تود أن تشعر بعد الشراء ؟
كل الإجابات السابقة تخبرك أسرار المتلازمة الاستهلاكية : وهي الاستهلاك رغبة بالإشباع النفسي ، لا الحاجة الفعلية للشيء !
التمتع بالشراء أمر لك الحق به ، ولكن انتبه من المبالغة فيه !

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 7 يوليو 2020

أحلام سعيدة بقلم د. نادية الخالدي

أحلام سعيدة 
بقلم د. نادية الخالدي 

 ماذا يخطر ببالك عندما تسمع كلمة (أحلام سعيدة) 
هل هي الأمنيات المنتظرة ؟
أم الأوهام المختلقة ؟
أم الأهداف المرجوة ؟ 
أم أدوار البطولة التي تمنيناها ؟
أم قصصنا الخائبة التي عشناها ، وهربنا للنوم منها ؟
لماذا نحب الأحلام السعيدة ؟
ونخشى الكوابيس المخيفة ؟
كيف يأتي الحلم السعيد ؟ 
وكيف يغيب الكابوس المخيف ؟
من يحلم منا ؟
ولماذا تتكرر الأحلام ؟
ما رسالة الأحلام ؟ وماذا تريد منا ؟ 

الأحلام حكاية نفسية معقدة ، تخبر الكثير عنك ، 
فنحن نسمع أصواتا بالأحلام ، ونرى أشياء ، ونحضر أحداثا ، وهي بالحقيقة غير موجودة .
فهي رسالة مشفرة من العقل الباطن بمستوى معين  ، وتأتينا من أنفسنا ، عن أنفسنا ، لأنفسنا ، تخبرنا عنا لنا . 
في العلاج النفسي حسب العالم النفسي (فرويد) وما أستخدمه أنا كوني اختصاصية : الأحلام هي بوابة نفسك ، نعرف عقلك الباطن وبواباتك الشعورية منها . 
فأنت عندما تحلم أنك عملت حادثا بسيارتك هذا يعني أنك أخذت السيارة كرمز لحياتك والقيادة هي إدارتك للحياة .
ما يخبرك الحلم عنك أنك لا تستطيع إدارة حياتك ، 
يتكرر الحلم لديك ؟ عقلك يخبرك لم تتعلم الإدارة بعد 
ينتهي الحلم عندك ؟ يعني أنك غيرت مفهوم الإدارة في حياتك وأد الحلم رسالته لك .
وقي هذا المثال على الكثير من مكبوتاتنا النفسية وانعطافتنا الشعورية ،
فالكل يحلم ولكن ليس الكل من يتذكر أحلامه .
وحلق مع الكثير من القصص التاريخية عن الأحلام ، كحلم الرجلين اللذين كانا مع يوسف في السجن ، وحلم يوسف عليه السلام نفسه .
الأحلام إما رسالة لك 
أو شكوى عليك
أو مشاعر غاضبة منك وهي كوابيس 
أو إهمال جسدي رغب أن يأخذ حقه منك 
أو شيء تريد تحقيقه 
أو سيناريو تريد إعادته 
انتبه لاحلامك جيدا !
فالسؤال المهم عند الاختصاصيين النفسيين التحليليين : 
ماذا حلمت ؟ وبماذا تحلم ؟ وكيف هي أحلامك ؟ 
لذلك من اليوم أتمنى لك أحلاما السعيدة
‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...