الأحد، 25 أكتوبر 2020

الحسد التبرير المقبول دائما بقلم د. نادية الخالدي


"إحنا محسودين 

كل الناس حاطة عينها علينا

ما نترقع ، كل الناس يسوون كل شيء إلا إحنا إن سوينا صكونا عين 

مو قلنا لكم لا تحطون صور عيالكم يحسدونهم ؟

كرهت روحي فجأة لأن حسدوني"

كم مرة سمعت هذه العبارات في حياتك ؟ 

كم مرة ناقشت عقلا يؤمن أن كل ما حصل له بسبب الحسد ؟

كم شخصا فشل بزواج أو وظيفة أو مشروع وبرر الأمر بالحسد ؟

أفضل مبرر وأكثرها إقناعا هو مبرر الحسد  

أنا لا أنفي وجوده

نعم ، الحسد أمر موجود ومذكور في القرآن ونعرفه جميعنا ونراه حولنا دون الحاجة لنظارة نفسية أو تركيز عقلي ، إلا أنه موجود كصفة مذمومة وليس كقوة خارقة ، تعطل حياتنا وتوقف نشاطاتنا وتؤخر زواجاتنا وتقف أمام نجاحاتنا ،  فنقف مستسلمين له خائفين منه ، متجاهلين أو متناسين أن الحسد لا يقتلك بل يقتل صاحبه ولا يؤذيك بل يؤذي صاحبه ولا يحطمك ولا يعرقل حياتك إنما يعرقل حياة صاحبه. 

وبينما هو يؤذي صاحبه ما علاقتك أنت بالأذية ؟!  لماذا تدخل القصة مع الحاسد وتعيش دور الضحية ؟

لماذا تؤمن بنظرية المؤامرة عليك ؟

لماذا تشك في كل من حولك 

أو تسيء الظن بالكثير ؟

  يذكرني الناس المؤمنون بأن حسد الآخرين لهم سيهدم حياتهم  بأعراض  اضطراب  البانورايا التي بعضا منها ( كل البشر يكرهونني - يتجسسون علي- يراقبونني - يستخدمون معلومات عني ضدي - ينوون لي الشر ) تخيلات وهمية  وتفسيرات غير منطقية للمواقف والأحداث والأشخاص  يعانيها المصاب بهذا الاضطراب وتتشابه كثيرا مع من يعانون من الحسد عمق رسالة هذه المشاعر. هو أنت مهم ، أنت الأفضل وسبب حدوث هذه المشاعر هو الشعور بالنقص  وعدم الأهمية في الطفوله. 

  نمت وكبرت وصارت رغبه شريره في زوال النعم من أصحابها 

كما ان صاحب هذه الرغبه يعتقد ويؤمن أنه هو الأحق بالنعم من غيره  

 هذا الحاسد   

أما المحسود فحكايته مختلفة  ، فهو يظن انه امتلك بعد وقوعه بالحسد  صك الإعفاء من مسؤولياته  

ومن قدرته على تصليح الأخطاء 

أو من وعيه على حاجته للمساعده من مختص 

أومن قدرته على اتخاذ القرار 

 وبين الحاسد والمحسود جمهور من تضخيم قوة الحسد للمحسود ليسلبوا ارادته للتغيير  او تضحيم الأنا عند الحاسد لزياده غله وحسده أكثر. كل ذلك  تحت مفهوم ( الوعي الجمعي ) 

متجاهلين قوة الحمد والشكر والايمان في تنظيف القلوب وتنقيه المشاعر 

فوصفة زوال الحسد تكمن في الحمد والشكر واستشعار النعم 

فلو جربت كل يوم وانصحك بهذه التحربه 

ان تكتب ١٠ نعم تحمد الله عليها يوميا  

لارتفع مفهوم استشعار النعم لديك 

ثم اكتب  ما ترغبه وتحسد الآخرين عليه 

ثم قدم  لنفسك حلول كيف تصل لما هم وصلوا إليه وتتعلم منهم مع تمني لهم حياة سعيده  ونعم متزايده 

هذا التمرين ليس سهل بالتطبيق لكنه فعال 

جرب تطبيقة لمده شهر 

سيتغير فيك الكثير 

وأخيراً 

عزيزي اقرأ هذه المقالة جيدا  

لأنك ستعرف بها أن 

لا شيء عندك أفضل من الآخرين فالناقص عندك زائد عند الناس والزائد عندهم ناقص  

امتن بما عندك ، تقرب من الله ، عدد نعمك واشكر الله عليها يوميا. وإن اشتهيت نعمة موجودة عند غيرك اجتهد واجعلها دافعا للوصول مع دعاء لله سبحانه بأن يسخر لك الظروف لتسخيرها وتجليها في حياتك 

وإياك إياك ثم إياك أن تصدق أن الحسد سيجعلك ضحية

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi





‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldiع

الاثنين، 5 أكتوبر 2020

جرعة زائدة من الفشل بقلم دكتوره نادية الخالدي

 

بعض الأشخاص يظنون أن ثبات الأحوال هو معيار نجاحهم، وهم الشخصيات الساذجة، وآخرون يظنون أن سوء الأحوال دليل القوة، فيجذبون المزيد من الظلم والقهر،  ويدعون بالمتشائمين  ، وغيرهم يظنون أن الحزن هو الحياة وهؤلاء هم المكتئبون ،وأكثرهم ضرراً، أولئك  المتفائلون حد التفاؤل المرضي ،فيظنون أن النار تتحول لماء  فيحترقون ، ويظنون أن السكين لا تقطع فيفقدون أصابعهم ، وأن العمر لن ينتهي فيظنون أنهم مخلدون ، وأؤلئك من يحتاج وصفة تحذيرية ، فالتفاؤل إرشادات عامة ،لا صلة له بسوء الاستخدام ، فوجود الدواء لا يعني الشفاء ، سر الشفاء يكون في كيفية استخدامه ، وعند الكيف يجب أن تقف كثيراً ، تقف دائماً ، تقف مدة طويلة ، 

لتعرف أيهم أنت ... ؟

وقبل الاكتشاف ،عليك فهم التفسير 

إن أهم حقائق الحياة أن الناجحين هم أكثر الأشخاص غرابة أطوار في  شخصياتهم،فالثبات عندهم معدوم ، والتغيير في السلوك والاتجاهات لبلوغ الغايات ، يحمل كل الألوان في تصوراتهم ... لذلك تجدهم مُختلفين في كل محاولة، حتى لا يصلوا للنتيجة ذاتها ، كما أنهم متفائلون حد التشاؤم ، فالأولى لينجحوا ، والثانية خرائط للغايات ذاتها تٓقيهم  من العثرات ، فتتساوى الخطط وبدائلها ليتزنوا ، هؤلاء الأقلية يحملون خيالا واسعا، نكهاته واقعية، بعيدة عن الأوهام .... يفهمون جيداً، معادلات الكم والكيف، وقيمة الكل والجزء ,،، ويعرفون جيداً أن وجود العناصر لا يعني اكتمالها ، إنما العبرة في العلاقة بين هذه العناصر ،، لذلك يصبحون عظماء ،يذكرهم التاريخ ويمجدهم الزمن .... فيأتي بعدهم حشود من أجيال تابعة لمورثات سابقة ، يتمسكون بما كان عليه عظماؤهم ، يرفضون التجديد ويخافون التغيير ، وكلما فقدوا ركيزة أساسية في حياتهم ، قالوا لعله خير , حتى يفقدوا كل الأشياء , فيتسلحون بمسكن الفشل المؤقت وهو الصبر ، الساخر هنا... أنهم يعتقدون أن ما هم عليه ليس نتاج ما صنعوه، بل خارج عن سيطرتهم وخارق لقواهم ، يكتفون بحلم هارب يلجؤون إليه لحظة النوم ،لينسوا واقعهم المظلم ، فيتفاؤلون بالأحلام ويتفاؤلون بتكرار التجارب ذاتها , بنفس الفريق , بالخطط والمعطيات ذاتها،  ويتمنون نتيجة أخرى ، متسلحين بقانون التفاؤل العقيم ، الذي شوهوا قيمته ، وأخفوا عري أفعالهم تحت ردائه ، فيتخلفون أكثر وأكثر ، مستمرين في التحدث عن قيمته كقصة وهمية يتمنون حدوثها ... فلا يصلون إلا للوهم، ولا يعرفون أين سبل الحقيقة ،فيموتون مدمنون للكلمات المتفائلة الخالية من التطبيق ... فينتهي الأمر بهم بجملة : (حاولنا مرارا ولم نصل ) 

عزيزي المتفائل نفسياً، والمتخاذل حركيا ، أنت مكتئب ،لأنك  لا تعرف من التفاؤل سوى حروفه ، التفاؤل هو وقت  تكرسه ،  قوانين كونية تحتاج الفهم ،عمل تؤديه ، خطط بديلة ، واقعية الأداء ، صحة في المفاهيم , كرات وكرات وكرات عملية ونظرية ، تسعى للسلام الداخلي لا الاستسلام البدني ،  هنا ستحقق ما تمنيت ، أما هناك في مكانك الذي تشكيه , مسجون بين السطور تخاف من الخروج خارج حدود الحروف ,,, أسير محاولات التكرار المنطقية النتائج، تُصر على الاستمرار بتكرار التجربة ذاتها ،كنوع من التفاؤل ... اخبرك هنا،قف عزيزي الطموح!!! يموت الإنجاز، من إدمان الأخطاء المكررة، بجرعة زائدة من التفاؤل!

الأحد، 4 أكتوبر 2020

إسلوب الضغط والإنفجار السلوكي د. نادية الخالدي


كم شخصا راهنت على حبه لك وخسرته ؟

وكم شخصا وثقت من عدم تخليه عنك وتركك ؟

وكم شخصا كان الأقرب لك فصار الأبعد ؟

إن سياسة الضغط الفكري أو النفسي على الآخرين 

يجعلك في كل منعطف في علاقتك معهم تخسر شيئا منهم حتى تخسرهم هم بأنفسهم ،  والسبب هو أنك ضغطت على هذا الشخص نفسيا حدّ عدم تحمله وحدّ عدم قدرته وحدّا يفوق حدوده 

لذلك تجده ينسحب 

أو يتحاشاك 

أو يتجاهلك 

أو يبتعد عنك 

مهما أحبك لن يظل معك 

ومهما كنت مقربا منه لن يتحملك 

جاءتني قبل يومين متزوجة من رجل أحبها جدا ، وأحبته حبا أكثر وكانت مختلفة مع أهله اختلافا طبيعيا قد يحدث في أي بيت ، إلا أنها بالغت بالضغط عليه :

أهلك أذوني 

ما أقدر أتحملهم

يغارون مني 

ما يحبوني ويحبون كل زوجات إخوانك 

أنا أكرهم 

ومع استمرار هذه الزوجة بالضغط على الزوج ، بدأ الزوج بالتحامل على أهله والنفور منها ليبحث هو عن منطقة راحة تخصه ، وبالطبع سيكون فريسة جيدة لمن تحتويه في الخارج ، هذا ما حصل ، وجد من طبطبت عليه واحتوته فتزوجها تاركاً الزوجة الضاغطة وعائدا لأهله.

جاءتني تبكي غدره كما وصفته ، والحقيقة كان من المفترض أن تبكي أسلوبها الضاغط لأن زوجها هو خسارتها الأولى التي ستجر معها خسارتها لأبنائها إن استمرت بنفس الأسلوب والكيفية .

استوقفتني هذه القصة كثيرا ، لأنها لا تشمل زوج وزوجة فقط بل تشمل كل علاقاتنا وتفاصيلها :

تضغط على ابنك سيتمرد عليك 

تضغط على العامل في المنزل سيرحل ويتركك 

تضغط على صديقك ستخسره 

تضغط على موظفيك لن يستمروا معك

فالضغط حالة من التراكم النفسي والفكري ينشأ من المواقف غير المنتهية ، إن لم تعالجه سينتهي بحالتين؛ تخسر نفسك أو تخسرهم. 

احذر من الضغط !

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...