الجمعة، 28 مايو 2021

لا تقترب أكثر بقلم د. نادية الخالدي



في علاقاتنا المتعددة ، كانت قريبة أو بعيدة كثيرا ما تسقط منا الحدود الهامة الفاصلة والمفصلية بيننا وبين الآخرين فيكون الحد زائدا عن المطلوب ، ناهيكم عن صلاحية مزعجة يأخذها من يحبوننا في التمادي بالكلام وردات الفعل أو الاطلاع على الخصوصيات أو الخوض في المنطقة الخاصة بنا ، في بداية الأمر لن يزعجك ذلك وفي الغالب لن تهتم والكثير منا يفهم أنها تعبير عن الحب العالي وعمق العلاقة .لكن مع الوقت سيصبح القرب ازعاج،  والتعدي وعدم احترام الخصوصية بوابه للخلاف ،والانزعاج النفسي والفكري والاجتماعي.. ولتفسير كل سبق نحتاج أن نأخذ مجهر لعلاقاتنا ونكبره شيئا فشيئا لنأخذ علاقة  

 بسيطة كعلاقة الأم بابنتها 

الأم تفتح غرفة ابنتها متى شاءت 

وتأخذ حهازها وتطلع على رسائلها مع صديقاتها 

لا يحق للفتاة الجلوس بمفردها بالغرفة 

لا يحق لها اختيار ملابسها 

ولا من تجالس 

كل ذلك خوفا عليها من الوقوع بالخطأ 

الذي يجب أن نتوقف عنده الآن كيف نربي لتفادي الخطأ ، بل لمعرفة ما هو خطأ وما هو صواب. 

وكيف نربي ؟ لنحمي أبنائنا أم لنوجههم ؟ 

لنجعلهم يعيشون قصتهم أم نعيش نحن قصصهم بدلا عنهم 

أن نعلمهم على الخيار والتعلم من الأخطاء ، أم نجعلهم لا يعرفون ماهو الخطأ لأنهم يجب أن يكونوا دائما على صواب ؟

عزيري القارئ إن كنت صديقا أو زوجا أو أبا أو أما 

لا تقتوب أكثر من حدودك 

لا تعطي نفسك صلاحية كاملة للتدخل بحياة غيرك مهما كنت قريبا منه 

اترك لمن تحب مساحته الخاصة ، مشاعره الخاصة ، لحظاته الخاصة 

لا تلتصق حد الاختناق ولا تبتعد حد اللاوجود لك 

كن بين محب دافئ وبعيد ناصح 

وقريب مهم وغريب داعم 

العلاقات فن وأهم فنونها معرفة : حد الكلام 

ووقت الصمت 

حد التواجد 

وحد عدم الوجود 

حد المشورة 

وحد النصح 

حد كل شيء عندك وعندهم

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 18 مايو 2021

امتياز مع مرتبة الفشل د. نادية الخالدي


بين الفشل والنجاح , نضع إسقاطاتنا البشرية لكل الأشياء ,مُتهمين الجميع بها عدانا

حججنا أننا ظُلمنا, في حكاياتنا متباينة  الأحداث, ,المتوازنة تصوريا مع خيال الكسل الواسع

الذي يضم كومات من العاجزين عن أداء أبسط الأشياء, بين خطين الجد والاجتهاد

فيكون البين ممتلأ وتبقى النقطتين فارغتين من المحتوى الحقيقي, لأشخاص يريدون النجاح حقاً

فيضيع الارتكاز على مكان يجب أن نتجه له عند مفترق الطرق ,مكان يكون كالمرفأ الذي نحب أن نكون فيه ... مهما تعددت دهاليز الحياة نرجع لنستقر فيه ؟

ذاك المكان ...

هو منطقة فوق مستوى العقل المُبرمج ,,, فوق مستوى القيود الفكرية ,,, فوق كل الأشياء

مكان يطلقنا من ذواتنا بأجنحة تحرر حقيقية

مكان هو نحن حقاً ..... يحتوي قيمتنا كبشر, القيمة الموزعة توزيعاً متساو جداً بيننا .... يناسب مقاساتنا النفسية والشعورية وبقياس دقيق لقدراتنا ....

لذا عزيزي الشاب

لو قطعت رحلة لنفسك لتتعرف على عالمك الداخلي ,, لوجدت أنك تحمل الرقم 10 في أداء شيء ,مُتقن , تبدع في أدائه,  وتحمل الرقم (0) في أداء شيء آخر تكون قدراتك فيه متواضعة ,وبين تعدد القدرات ,تتعدد الأرقام, وتُصنع المشاعر ....

عزيزي الشاب ....

(افهم نفسك ,,, ثق بقدراتك ,, واعمل بشيء تتقنه لا بشيء فُرض عليك )

وهنا ستكون الفرد الفعال المُنجز الذي يطمح له كل مجتمع,,, ,,

وتذكر ...... 

أن الجري وراء الكمال والكمالية هو نقص من نوع آخر, يتفشى في الكثير من النفوس , فتجد الجميع يسعى لمكان الصيت العالي والمركز المرموق, جاهلا ً لقدرته الفعلية في إتقان العمل  للمكان المطلوب... أي بوصف أكثر بساطة ....إرضاء للناس وبعضا من مظاهر التفاخر المجتمعية ...ليحظى بتصفيق ذي دوي مزعج لشعور حقيقي يسكن نفسه ..

والنتيجة المنتظرة تحمل مخرجات ,,,,حتمية ,,, منطقية ,,, تتابعية للأحداث ... فمن يزرع علقما لن يحصد عسلاً

بل سيحظى محصول بذوره... وهنا قُعر المشكلة ....ارتداء أثواب من القدرات لا تناسب مقاساتنا الإنتاجية

أي موظف مع مرتبة الفشل .... كلما صعد به سلمه الوظيفي بدرجة امتياز , كلما وجد نفسة حزينا أكثر ,,, يحمل أحمالا شعورية تدفعه للاختناق ,,, فيقل أداؤه وتزداد لا مبالاته ,, وتقل إبداعاته .... وتموت القدرات

ولو سألته سؤالا صريحا عن مجده القديم وعن شهاداته ... لأجابك لسان حاله,, نعم لديه شهادات امتياز كثيرة إلا أنها مع مرتبة الفشل ....

 

بقلم : د.نادية الخالدي

تفَقد قلبك بقلم د.نادية الخالدي


هل زارتك يوما مشاعر لا مناسبة لها؟ ... كحزن مفاجىء! ..أو فرحة بلا سبب!.. أو ضيق صدر..لا مبرر له !

بالتأكيد إنه أمر طبيعي نمر به جميعنا .... ورغم ذلك ما زلنا نتقن ردات الفعل تجاهه ..دون أن نعرف السبب...

الذي هو بسيط بعض الشيء .. ومعقد بعض الشيء ... وبين البسيط والمعقد يكمن هذا الشيء ... إنها المشاعر المهملة التي تجاهلتها... ظنا منك أن تجاهل المشاعر هو علاجها ... عزيزي القارئ مع خالص أسفي أخبرك أن المشاعر التي تتجاهلها تقتلك

كيف ذلك ؟

إن تراكم شعور معين كشعور الخوف مثلا ...يؤدي لحالة عالية من القلق التي بدورها ستفتح مصراعي بوابات الأمراض النفسية والعضوية.. لتقدمك فريسة لها

والمذنب به هو( أنت )

اذن مالحل الواقي ..... لكل ذلك ؟... الحل موضوع المقالة: ( تفَقد قلبك ) ، اهتم بكل شعور تشعر به ... وقم بمعالجته باللحظة ذاتها ..دون تأجيل أو تسويف ...حتى لا يتراكم ويدمرك

كيف ذلك ؟ إن شعرت بالحزن من موقف معين.... احزن... وابكِ.... وإن لم تبك تباكى ..... إن شعرت بالقلق اقلق لتتخلص منه لا تهمل القلق .... إن شعرت بالفرح ... افرح واسعد ولا تهمل الفرح بحجة مآسي الماضي .... اهتم بكل شعور تشعر به وعشه كلحظة مجردة من ماضيها ومستقبلها ... لتخرج كل طاقاته فتتخلص منه .... وإياك وإياك أن تهمله.... وتتكابر عليه... فتفقد عندها كل مؤشرات التنبيه التي تشبهه في المستقبل.... فلو عدنا لمثالنا الأول.... وهو أن تشعر بالحزن ...وتهمل الحزن... وتقاوم رغبتك بالبكاء أو العزلة .... مع تكرار هذا الإهمال ستجد نفسك لا تفهم ما الحزن أصلا .. تتمنى البكاء ولا تستطيع ... تتمنى أن يرشدك أحد لكيف تكون حزينا لتتخلص منه ...ولن تجد لطلبك مجيبا أو لرغبتك مأوى .....فالعقل تبرمج على إهمال هذا الشعور... والمضحك الساخر حينها ... أنك وبصورة لا إرادية ستتصرف بحماقة في مواقف الحزن.... فقد اختفى تعريف مفهومه بجسدك وسلوكك ... وحل محله مفهوم آخر لا علاقة له بالحزن ... الذي صار لا شعور اصلا  ....... كالضحك على المواقف المؤلمة  كردة فعل لشدة الحزن ... فتصبح بذلك شخصا غريب الأطوار .. يعبر تعابير عكسية ... ولا عزاء للإحراج وقتها .... وكل ذلك بسبب بسيط جدا ..وهو إهمال المشاعر الأصلية ولأنك لم تتفَقد قلبك يوميا ... فالشعور يحتاج التدارك السريع ...فان لم تدركه... أدركك واختفى ... وأتى شعور آخر مكانه ...يحرجك من نفسك قبل الجميع

عزيزي الإنسان أرجوك ( تفَقد) قلبك قبل أن( تفقده )

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...