الاثنين، 27 أبريل 2020

اللصة (لما) بقلم د.نادية الخالدي

اللصة (لما) 
بقلم د.نادية الخالدي 
في ساعة متأخرة من العمر، تحديدًا. عند دهاليز فكره. الثري ورغباته العجوزة والعنيدة. 
سألته حفيدته 
جدي: لم لم تكتب روايات أدبية بعد، فأنت تملك فصاحة تحتاج اسطر للكتابه 
ولديك من الفكر ما نحتاجه للقراءة 
فأنا أسافر معك لكل العالم بحوار بسيط، كيف إذا ان قرأت كل خبرتك في رواية 
سأرى عالم آخر وجديد 
كان صامتًا، يستمع لها بتمعن، وحائرًا 
كم يلزمة من الكذب ليواصل هذا الحوار معها، أم آن أوان الصدق ان يأخذ مقعدًا في إجاباته. 
وبين هذين الصراعين، استجمع خجله من نفسه وهروبه المستمر منها 
- انها كلمة (لما) يا ابنتي، تلك اللصة البارعة. 
فعندما كنت شابا كنت أقول سأصل لأحلامي. (لما) انهي الثانوية العامة 
وانهيتها لأوجل فرحتي بالتخرج، لما اتخرج من الكلية العبقرية، وبعد ان تخرجت من الكلية العبقرية، قلت لما أسافر لتلك المدينة الناطقة بالجمال سأسرد كلماتي وعند ذهابي لها، قلت لما أعود لوطني سأكتب عن هذه التجربه الجميلة الكثير، وعدت لوطني فقلت لما اتزوج واستقر سأتفرغ لكتابتي، وتزوجت فقلت لما تنجب زوجتي سأكتب لا محالة عن جمال ابنتي وجاءت امك وقلت لما تكبر قليلا بالعمر سأكتب بجدية لتكون حصيلتي بالذكريات ثرية معها وبين لما المتصلة بالرغبة ولما التي أبرر بها هروبي ضاعت السنوات، ومرت الأيام، ووجدت نفسي أمامك الآن 
كنت سأرد عليك ب (لما) لكنني وجدت ان لا (لما) تكفي بعد الآن للتبرير. 
ابنتي العزيزة احذري لما، قرري في كل لحظة ونفذي ما قررتيه مهما ضاق الوقت اخلقي لك وقت جديد، احذري تأجيل فرحك، أو تأخير أحلامك، احذري ان يهرب عمرك وتشيب رغباتك 
قامت فأحضرت له قلما وورقة 
وقالت اقتل (لما) في أول السطر. هنا يا جدي. 
كانت احكم منه بكثير.
instagram &twitter:@drnadiaalkhaldi  

الأحد، 19 أبريل 2020

رمضان الكوروني. بقلم د. نادية الخالدي

رمضان الكوروني 

كان يرسم السيناريوهات المُرعبة ، المشاهد المُزعجة ، الأوقات المُملة ،  كان يصور نفسه في رمضان بصورة ذاك البائس ، الخائف ، المخذول من نفسه ، ذكر كثيراً من مشاعر الإحباط لعدم قدرته على حضور  صلاة التراويح وبكى  تغيبه عن قيام الليل ،سخط ٢٠٢٠ السنة التي تجاوزت معتقداته الجميلة   ، سرد رمضان القادم بصيغة الفائت  ...كتب كل  الأيام التي لم يرها بعد  ،  بحزن باهت
 تفاصيل 
أحداثها 
مشاهدها 
انهياراته 
انكساراته 
خيبته 
حتى أفاقه نداء الله 
الله أكبر ، الله أكبر 
صلاة العصر 

قد سمع النداء مراراً ومرات كثيرة ،إلا أنها  كانت هذه المرة عن كل المرات العديدة،
أفاق من نفسه ليتلقى معها  
الله يحدثني لا تخف 
الله يطمئن قلبي لا تجزع 
الله يذكرني أنه الأكبر 
 الأكبر من الهم 
الأكبر من الحزن 
الأكبر من كل ظنوني 
الأكبر من كل  شيء 
جمع خجله من أفكاره، ليرميه على يقين أن القرب من الله في رمضان ٢٠٢٠ قرب استثنائي ، فلأول مرة نستقبل رمضان بكامل التفرغ له ، بكامل الحاجة له ، بكامل الرغبة  إليه، نحن الآن بعيدون عن ضغوطات الحياة ، قريبون من حاجاتنا الحقيقية ، روحانيون جداً .
أما علاقتنا الربانية ، فهي حكايه ملهمة أخرى .
قربتنا هذه الأزمة من الله كثيرا ، علمتنا أننا الآن في بطن الحوت الذي كنا نحاول تخيله ولم نستطع ، فجاءت الأزمة وعلمتنا أنه عندما نخاف من الظلام وعدم وضوح الرؤية فجميعنا كيونس عليه السلام ننادي : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، ندعو راغبين بفاء الاستجابة : "(فـ)استجبنا له" التي جاءت له فردًا وبإذن الله تجيء لنا جماعة ، 
 فلا ملجأ و لا قوة في العالم إلا إليه ، 
أما كورونا الطيبة فقد 
عرفتنا لعالم آخر في رمضان فمعها  
كبرنا بأرواحنا 
وحيدنا غرورنا والتهائنا 
، تصافينا 
، تعاونا ، تكاتفنا 
، وأحببنا كل ما حولنا أكثر ، 
قدرنا النعم صغيرها وكبيرها ، واستقرينا نفسيا بشكل أكبر 
أظن أننا في رمضان هذا سنعيش رمضان ونصف إن لم يكن رمضانات عديدة برمضان واحد ، فرمضان الكوروني سيكون رمضان تثبيت لا رمضان تغيير  كما عهدنا من قبل ، 
سيثبت كل ما علمتنا إياه كورونا
 وبدل من السعي للخير سيثبت الخير  بداخلنا ،
 وبدلا من التقرب من الله سيكون الثبات لهذا الطريق رمضان الكوروني ، هو رمضان تثبيت كل  السلوكيات الإيجابية التي علمتنا إياها الصالحة كورونا .
شكرا يالله على نعمة رمضان الكوروني.

Twitter:@drnadiaalkhaldi

الاثنين، 13 أبريل 2020

قبلة على رأس العمة كورونا بقلم ؛ د. نادية الخالدي


-ماذا تعلمت من الأزمة الكورونية ؟  
-لا شيء 
-وماذا علمتك؟ 
-كل ما لم أستطع إجابته في السؤال الأول
-ماذا لم تستطع ؟
لم استطع الإقرار بأني كنت فارغ الذهن قبلها ، ولم أملك شجاعة الاعتراف بأنني كنت لا أعرف من كنت قبلها 
جعلتني أقف آلاف المرات لأتعرف على نفسي معها ، مع نفسي قبلها ، وعن نفسي ماذا تكون بعدها ؟ 
معها تعلمت أن أسرتي تتكون من هذا العدد من الأفراد،  لا أعرف أي شيء عنهم . 
معها تعلمت أنني أملك كل المقومات التي لم أستخدم من كلها بعضا 
معها تعلمت أنني أعيش بخيار واحد ، بوجه واحد وبروتين مبرمج عليه لا أعرف من أين ! 
معها اكتشفت أن الطبخ أمر جميل ومشاركته مع العائلة سعادة تغنيك عن ألف جلسة في أفخم الأماكن. 
معها تعلمت أن المال الذي كنت أهدره كان لا يمد للضرورة بصلة وأن راتبي فيه من البركة الكثير التي لم ألحظها لولا ما أجبرتني هي على ذلك .
معها وجدت أن من المنزل أستطيع أن أعرف نفسي أكثر. 
وأعرف من معي أكثر وأكثر. 
فابنتي الصغيرة تحب الضحك والمرح ولها ميول في كتابة السيناريوهات الساخرة وترجمتها كمشاهد مسرحية كنا نضحك كل يوم بسببها .
وابنتي الأخرى وجدتها تحب المواساة النفسية وزرع الإيجابية بيننا فأظنها ستكون مختصة نفسية 
وابني يتقن الزراعة ويتفنن في تعلم فنونها الجميلة ، لم ألحظ اهتماماته الزراعية من قبل ولم يكتشفها هو مع نفسه قط . وحده وقت الفراغ الطويل من جعله يزرع لنا الحديقة ليخبره ما يتقن ويجهل ، ويخبرنا نحن عنه 
 أما أنا وجدت نفسي أحب فن النجارة فصنعت طاولة طعام جميلة وضعناها في الحديقة فخورين بتصميمها الفريد.  
وزوجتي كانت تملك بيانو تجاهلته مع الأيام ونست حبها لعزفه لتعود من جديد تمتعنا بنغمات الموسيقى كل يوم .
 نعم الحجر المنزلي كشف لنا ما نتقنه في حين كنا مشغولين بما يجب أن نتقنه. 
شكرا كورونا لهذا الدرس العظيم 
كنت أسمع بتمعن وأدون ملاحظاتي الكثيرة كان ملخصها :
دورك في المنزل هو قوتك التي تجهل أنها قوة ، ورسالتك الحياتية التي لم تقرأها من قبل ، ورموز سعادتك التي لم تفهمها بعد
ما تتقنه في المنزل هو عالم يجب أن تفتح مجراه كوظيفة مساندة لوظيفتك أو دخل مضاف لدخلك أو هواية تسعدك وتسليك ،
الحجر المنزلي جعلنا أقرب من أنفسنا، إنه بمثابة مدرسة حياتية تدربنا على التقارب النفسي مع أنفسنا ، لنصطدم بأنفسنا ونحترم المسافات بيننا وبين الآخرين .
الواعي هو من يقتنص هذه الفرصة بخطط يومية لحياته وإلا كان وقتا مهدرا كذاك الوقت الذي كنت تهدره منشغلا بالحياة عن نفسك.  
قبلة على رأس العمة كورونا فقد علمتنا الكثير
Twitter:@drnadiaalkhaldi

الأحد، 5 أبريل 2020

فايروس (شوفوني ) بقلم د. نادية الخالدي

فايروس (شوفوني)

تصاحب كل أزمة

 أشكال متعددة  للاضطرابات النفسية

 قد تكون متعارفا عليها :

 كالقلق واضطراب الضغط الحاد 

واضطراب مابعد الصدمة والاكتئاب والهلع. 

وقد تكون وليدة الأزمة 

بعض الاضطرابات غير المصنفة

  ضمن منظمة الصحة العالمية،

 ولكنها مرئية وتصنف بالعين المجردة ، 

منها : فايروس (شوفوني) ، 

وهو فايروس سريع الانتشار،

  عشوائي المضمون

 يصيب بعض الافكار الجميلة داخلنا 

ثم  ينتقل للجسد

 ويتحول لسلوك غريب  في  بعض المواقف ،  

هذا الفايروس هو محاولة

مهاجمة كل حركة يعملها الشخص 

وإن كانت بسيطة وروتينية في حياته العملية ،

أعراضه : شوفوني وأنا اقدم خدمة ، 

وصوروني وأنا أعطي شخص ، 

وسمعوني  . 

وكل محاولات لفت الانتباه المتعارف 

عليها ظاهرياً أو من الممكن استنتاجها في العمق ، 

مصاحباً معه أعراض تفارقية ؛ 

كالتنمر ضد كل فكرة والتعنيف اللفظي، 

والاستهزاء وإظهار الأفضلية  على الجميع،  

مالم يتعارض مع الحاجة الإعلامية الملحة للتوعية

 وواجبك ومسؤوليتك .

من يصيب هذا الفايروس  ؟ 

الشخص غير المقتنع بذاته

 ويريد من يُقنعه بها ،

وآخر  يريد أن يثبت للغير أهميته ،

 ومن أهدته نفسه تقريرا عنه أنه لا يعرف ماذا يريد، 

ومن فقد أهدافه، 

ومن يتحلى بنرجسية مخبأة بأعماقه ...

عزيزي المُصاب لا تقلق

 لن يقتل هذا الفايروس  شيء داخلك بيد انه سيزعزع بعض من استقرارك و شيء من جوانبك الجميلة التي اعتدت وجودها او حتى ممارستها 

ستضطرب علاقتك مع ذاتك مؤقتا لكنك ستصل الى غاية ابعد مما تكن قد أدركتها من قبل ،

 ونسبة الشفاء منه مئه بالمئه ،

 والعقار هو تعديل الأفكار اللاعقلانية ،

والإيمان بأن لا يوجد شخص في العالم

 غير مهم فكل منا مهم ، 

وكل شخص يقدم بحجم مقدرته للجميع ،

 هناك بطل في البيت يتحمل ضغطا نفسيا 

عاليا قد يكون أسريا، 

وآخر بالمهنة يتحمل ضغطا عاليا لم يعتد عليه،

 وآخر يقدم المساعدة و يتحمل ضغطا عاليا

 وهو العطاء بلا تقصير وآخر وآخر، 

  الجميع يقدم والجميع يعطي  

  والجميع أبطال

كلٌ بطولته حسب مكان تواجده ومقدرته

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...