لأننا بشر ، ولأن عملية تطور الفكر عملية متغيرة لا ثبات لها إلا عند الذين أخذوا نهجا كتب لهم ليعشوه هم ، فأنا في كل نقاشاتي وحواراتي وتطلعاتي أقول : (هذا هو رأيي حتى هذا اليوم !)
قد يتغير عن الأمس بشكل جذري ، فتتهمني بالتناقض ، وتتجاهل أن الوعي تغيير ، وقد يتغير في المستقبل ، فتتهمني اتهاما آخرا بأنني أقرأ المستقبل !
وبين كل تلك التغيرات نتجاهل جميعنا أن التغير في الفكر أمر طبيعي لكل قاريء ، لكل مطلع ، لكل باحث ، لكل عالم ، ولكنه خارج عن المألوف لذاك العالق بين منهجية أجداده في الأمس ، وفقدانه لذاته اليوم .
لذلك لا تعش على رأي تغير عندك في الداخل ، ولا تخجل في أخذ نهج لم تكن تنادي به في السابق ، أو أخذ قرار لا يمت بصلة لما أنت عليه في الواقع .
جلست ذات ليلة مع فتاة درست ٣ تخصصات مهمة وهي : الحقوق والصيدلة والإدارة ، فسألتها ٣ بكالوريوس لماذا ؟
فقالت : لان أمي وجدتني صيدلانية ولم أحب الصيدلانية فيني
وأبي كان يطمح لمحامية ولم أجد المحامية فيني
أما أنا فأحببت الإدارة ، ووظفت الصيدلانية والمحامية في مسيرة حياتي .
كنت منبهرة بقوة شخصيتها التي جعلتها تحاول مرات عديدة لتجد نفسها ، متجاهلة عبارات التنمر ، لم تجد نفسها ومازلت تدرس ، وبعيدة عن منهجية : (هذا هو الأمر الواقع علي التعايش معه !)
لذلك عزيزي القاريء
تغير ، فالتغيير مطلق ، والعالم ممتع بالتجارب ، وإن كانت تجارب مليئة بالفشل فقد كانت في حد ذاتها مليئة بالتحدي والشغف ، وانتهت بخبرة لن تتعلمها سوى عندما تصطدم بها في الواقع ، وقد تعلمنا من كتاب الله أن الإنسان لا يثبت على حاله ، فإما أن يتقدم بطاعة الله ، أو يتأخر عن طريق معصيته " لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر "
وتذكر جيدا :
رأيك اليوم لا يعني أنه رأيك بالأمس ، ولا يحدد رأيك في الغد أو يجبرك عليه .
لذلك لكي تخرج من هذا القالب : جرب في كل حوار ونقاش وكلام أن تقول : (هذا رأيي حتى اليوم !)
Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق