الاثنين، 25 مايو 2020

كيف حال قلبك ؟! بقلم ؛ د. نادية الخالدي

كيف حال قلبك ؟!
بقلم ؛ د. نادية الخالدي 
 
 كيف حالك ؟ سؤال يسألك عن حالك الآن الذي قد يختلف بعد لحظة أو قبل لحظة أو يكون كما هو الآن ، حالك الذي هو لحظة شعورك اللحظي لا شعورك المتراكم داخلك الذي يظهر بحال وينعدم بكثير من الأحوال . 
 أما السؤال الذي دائما أقف عنده وتتوقف عنده طلاقتي في الرد كان يشبه السؤال الأول بالصيغة لكنه مختلف بالعمق ، ولم أُسأل به من قبل ولعلي أتصور أن الغالبية لم يُسألوا به بعد :
كيف حال قلبك ؟ 
هل هو محشو بالخوف ، ومتراكم الألم عليه ، أم محشو بالأمل ، راغبًا منه العودة إليه ؟ هل هو حزين أم مرتاح ، أو مكسور أم مجبور ؟ هل هو محتاج أم مكتفٍ ؟ 
كيف هو قلبك ؟ 
هل يؤلمك ؟ هل يوجعك ؟ هل يحييك أم يتعبك ويشقيك ؟
  كيف هو ؟ 
هل تعرف حاله ؟ 
إن أصعب الإجابات الشعورية تلك الإجابات التي لم نسمع ردودها من الآخرين لنحفظها ، وجديدة على مشاعرها لنفهمها، هذه الإجابات هي الأصدق ، لأنها عفوية ، لم نفكر بها من قبل ، ولم يستعد العقل لإجابتها بعد .
 يبقى الاستفهام المهم الآن ما فائدة معرفة حال قلبي ؟
حال قلبك هو نشرة نفسية عن ما شعرت ، وما لم تدر من مشاعر وما ستشعر بالمستقبل ، حال قلبك مسؤول عن صحتك النفسية وصحتك البدنية وتلك العقلية ، حال قلبك مسؤول عن انفعالاتك وردات فعلك المنطقية وغير المنطقية ، حال قلبك المسؤول عن من تصادف ومن تعكس في حياتك من بشر ومواقف وظروف ، حال قلبك يدير حياتك دون أن تشعر !
 لذلك اسأل قلبك كيف حاله ؟
أعلن تقبلك للحال واستعدادك لتغييره إن كان سلبيا ، أو دعمه وتقويته اذا كان إيجابيا .
في حال كان سلبيا : ماذا أحتاج لإصلاح هذا الحال ؟ 
نفذ خطه الإصلاح الآن !
وتأكد أن حال قلبك هو من يكون مشاعرك ، ومشاعرك هي من تكون سلوكك ، وسلوكك هو من ينتج عنه عالمك وواقعك ، إصلاحهم بين يديك بسؤال يومي بسيط تسأله نفسك :
كيف حال قلبي ؟ 


‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الأحد، 17 مايو 2020

عيد لن ينعاد عليك د. نادية الخالدي

عيد لن ينعاد عليك 
د. نادية الخالدي 
منذ بداية هذه الأزمة ونحن في عملية تغير مستمر ، تغير بدأ من وعينا وسلوكنا وردات فعلنا وانتهي بتغيرنا بالكامل. البعض منا حصد مناعة نفسية والبعض الآخر وقع بفخ الاضطرابات النفسية ، ولأن عملية التغيير عملية خفية بطيئة الحركة وعميقة التأثير ، ستتعرف بها بشخص جديد  منك ، قد لم تتوقع أنه أنت في يوم من الأيام . انها التجارب هي من تخرج كل مرة منا شخصا جديدا، ولأن كورونا تجربة استثنائية مباغتة جعلتنا لأول مرة في تاريخ البشرية نشترك في كل العالم على شعور واحد وهدف واحد ورغبة واحدة وعدو واحد رغم تعدد الآليات وتنوع الإجراءات الا أنها جمعتنا واجتمعت بنا وجعلتنا نتعرف على الحياة من منطلق آخر . 
ولا شك أن أجمل تجارب الحياة تلك التجارب الاستثنائية المفاجئة وغير المتوقعة . أنا لا أتكلم عن التجربة وأنت داخلها بل أتكلم عن التجربة بعد أن تنتهي ، الآن عزيزي القاريء : اربط حزام الأمان وأرجع الكرسي للخلف وحلق معي ليوم عيد الفطر المبارك ٢٠٢٠ ، تجربة فريدة ، عيد غريب الأطوار ، مختلف النمط ، ومجهول الصيغة 
فنحن لن نجرأ على قول عساكم من عواده فغالبيتنا ان لم يكن جميعنا لا نريد أن نعيد هذه التجربة بالأصل بل سنقول عسى العيد القادم عيدا سعيدا يجمعنا مع بعض، كما أن افكارنا وسلوكياتنا ستصنع عالم من السلبية غير الواعية 

المستاء : لايوجد عيد 
المتذمر : لن نستمتع بالعيد 
المتضايق : لن نحتفل بالعيد 
من قرر كل هذه القرارات وأصدر الأحكام السلبية سواك أنت ؟!
العيد هذه السنة سيكون مختلفا ، العيادي تحويلات بنكية للأطفال ، فيفرح الطفل بتم الإيداع ، والجمعات إلكترونية صوتا وصورة بيننا ، أما تجهيزات العيد فهي استثناء من نوع آخر .
 جهز بصورة مبتكرة ومختلفة تكون لك ذكرى لن تنسى للأبد ، وزع الكمامات بعبارات مضحكة على أفراد عائلتك ، أعد تدوير ملابس كتغيير موديل الفستان أو شكل القميص ليكون شيئا جديدا ، اعمل مسابقة أجمل زي كوروني بالمنزل ويكون زيا يحتوي على الاحتياطات المطلوبة ، واعمل مسابقة أكثر زي مضحك كوروني بالعيد ، أسعد عيدك بأطباق يصنعها كل فرد بالعائلة  
ليتشارك الجميع بتقديم السعادة لبعضهم ، قدموا عيادي على شكل كلمات محفزة تعبر عن حبكم لبعضكم،   قدم تهنئة اجتماعية مبنية على التباعد بينك وبين عائلتك ، خصص سينما منزلية في ثاني العيد تدعو لها أفراد عائلتك ، خصص مسابقة من سيربح جائزة مالية بين عائلتك في اليوم الثالث 
اكتب تجربتك ووثقها وشاركها مع الآخرين 
وتذكر أن هذا العيد لن ينعاد مرة أخرى 
عشه ، تمتع فيه ، وكون خبرة جميلة فيه 

Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

.

الأحد، 10 مايو 2020

كم ساعتك الآن ؟ د. نادية الخالدي

       في مكان ما ، حيث أحب أن أكون فيه وحدي ، كانت تشغلني نظرية التفاوت بين الرغبة والفكرة ، من هو المؤثر؟ والمتأثر ؟ وما هو الدخيل بينهما ؟ ولأن العرض الأولي للنظريات هو فرضيات قابلة للقياس والتقويم ، قمت بالمراقبة التصويرية ككاميرا التقاط عشوائية لجميع الشرائح حولي ،  هذا لا يلتزم بالوقت وذاك يؤجل وعند منعطف الخذلان يقف ذاك يبكي أمسه. وفي صفوف المستقبل هذا قلق من غده، وتحت مظلة المراقبة  وجدت  هذه الكلمات البسيطة المترجمة للسان واقع نعيشه الذي يقول : (يطمح الجميع لحياة أفضل ، أحوال جيدة، درجات علمية عالية ، وظائف مرموقة ، أي السعي وراء طموح من نوع آخر، أطلق عليه : الطموح المجاني) . وهو نوع من الطموح  جديد  من نوعه  كسلان جداً، لا يبذل جهدا حركيا ولا وقتيا ، كل جهوده صور ذهنية تسكن الذاكرة ، باطلة المعنى الحقيقي لتكوين وجودها على أرض الواقع  ، لذا الباطل بالباطل يساوي صفرا ، والصفر قيمة مطلقة إلى اللاقيمة ، حتى يضاف له تعريف قيمي كالعدد واحد ليكون قيمة القيمة للأرقام ، أي المؤثر (الكسل) ،المتأثر (الإنسان ) ، الدخيل ، الخوف والقلق المخزن بالذاكرة والجاذب للمزيد منه (مقاومة الذاكرة) وهكذا تُفسر إسقاطات المتعثرين الذين يوقتون ساعات الفشل على الطموح المجاني ، فيكون وقتهم لحظة الماضي المتعثرة به ، ونصف حاضر منشغل بما حدث ، ولأن عقارب ساعتهم مقلوبة ترجعهم للوراء ، عادوا هم معها فصاروا ماضيا كرغباتهم وذكرياتهم . لذلك لا يتقدم من هو بتلك المواصفات السابقة فهو يسير للخلف بينما قانون الحياة وجهته أمامية. لذلك وحدهم الطموحون ، الساعون لطموحهم ، الذي يبذلون الجهود العظيمة لساعاتهم الزمنية دقائقهم محفزة  تشجيعية ، انتكاساتهم اعترافات شجاعة بأخطائهم وعثراتهم لمواجهة قانون المقاومة النفسي الذي إما يدفعك للخلف أو ينقلك للأمام ، ولو أخذت عينة زمنية لأحدهم، لأوجه له سؤالا نفسيا  لنفسه : كم ساعتك الآن؟ لوجدنا إجابات درامية ، إسقاطية ، حزينة ليهربوا من المسؤولية النفسية تجاه الذات ، سيجيبون بعض من هذه الإجابات : (ساعتي الآن طموح عال إلا خذلان حقيقي ، أو ساعتي الآن قلق إلا التحرر من الإيجابية) والكثير والكثير. لذا يا صاحب الطموح ، يا صانع الحضارة ، يا شاب المستقبل الجنة ليست بالمجان ، تحتاج صلاة وعبادة وعطاء وإنسانية، فما بالك بالأرض التذكرة المؤدية لها؟ كرس وقتك لطموحك، اجتهد لتحقيقه ، كافح ، واستمر لتصل أو تصل وستصل ، وتذكر أن ساعتك الآن : أنت ورغبتك والكثير من عطائك
Twitter &instgram: @drnadiaalkhaldi

الأحد، 3 مايو 2020

ملل وبناتها الأربعة بقلم د. نادية الخالدي

ملل وبناتها الأربعة 
بقلم د. نادية الخالدي 
 بإمكاني التصور أنك شاهدت أفلاما حد الضجر ، وتابعت حسابات حد الاكتفاء ، استخدمت المعقمات حد الهوس ، وجربت كل الألعاب حد فقدان المتعة ، وبالطبع أكلت وأكلت حد التخمة . 
أهنئك عزيزي القاريء لأنك أنت الآن تشعر بالملل  
تقلب القنوات، وتنام بالساعات ، وتحتار في أي كنبة تضيع بها ساعاتك المتبقية في تقليب الهاتف أو التفكير بالمستقبل أو الحسرة على الحاضر .
إنها الملل 
تلك العجوز المزعجة التي تطلب منك على الدوام التوقف ، قف مكانك ، لا شيء مجدٍ ولا نتيجة ممتعة ومسلية. 
هي عجوز ذكية جدا تستخدم كل سلالتها لإعاقة حياتك، 
تارة تشعر بالضجر،  وتارة أخرى يزورك الطفش ، وبعد ساعات تشعر بالعجز ، وآخر اليوم ضيقة الصدر . 
وبين التنقل بينها وبين بناتها ستفقد نفسك أكثر حتى تتلاشى من كونك تعرف نفسك ، ناهيك عن شعورك المستمر والمتكرر الذي يزرعه بناتها فيك أنك بلا معنى ولا جدوى ولا وجود في الحياة . 
لا تقلق عزيزي القاريء لست وحدك ، الكثير يشاركونك هذه المشاعر بنسب متفاوتة ، ولكن لا أحد من كل من يشاركك يعرف أن للملل فوائد كثيرة !
فلولاها لما تعلمت أن التكرار مزعج ، والروتين يحتاج تطورا باستمرار ، ولولاها لما تعلمت أن اللحظات التي لا تعمل فيها شيء هي لحظات مهمة للانغماس بذاتك وتأمل حياتك أو حتى مراقبتها . ولأن الملل زائرة طويلة المكوث كان لابد أن تكرمها لتكرمك بالبعد عنك .
كيف ذلك ؟ 
دلل بناتها بالسماح لهن بأن يظهروا كشعور تشعر به ليختفي :  
"طفشان بنام  
ضايق خلقي ماني متحرك 
جيب لي كوب الماء عجزان"
كم شخص الآن يشعر أو شعر بهذا الشعور  أنا وأنت  وغيرنا الكثير . لا تخف ، طبيعي جدا هذا الأمر ، لا تقاومه بل عشه ، لا تملأ يومك بالكامل بل توقف في محطات ، كف عن وضع لافتات أنا مشغول على الدوام . الملل ساعة بعقارب بطيئة تخفف من سرعتك وتخبرك أنك تحتاج أن تغير تفاصيلك الصغيرة قبل الكبيرة،  كفرشة أسنانك أو غسول وجهك أو مكان أثاثك ونوع الكتب التي تقرأها ونوع المسلسلات والأفلام التي تشاهدها ، وكذلك الوقت الذي تقضيه بالعمل وعدد مرات فترات الراحة .
فالحياة ليست رحلة إنجاز فحسب ، بل هي رحلة استمتاع ورحلة راحة ، حتى عمل اللاشيء فيه شيء ،  
لذلك لا تخف هذه العجوز (الملل) بل استقبلها
أكرم وجودها 
احذر مقاومتها 
ودلل بناتها 
ثم ودعهن بحب ، آملًا لهن عودة أخرى ليعيدوا لك ترتيب حياتك من جديد.

Twitter &instgram: @drnadiaalkhaldi

الاثنين، 27 أبريل 2020

اللصة (لما) بقلم د.نادية الخالدي

اللصة (لما) 
بقلم د.نادية الخالدي 
في ساعة متأخرة من العمر، تحديدًا. عند دهاليز فكره. الثري ورغباته العجوزة والعنيدة. 
سألته حفيدته 
جدي: لم لم تكتب روايات أدبية بعد، فأنت تملك فصاحة تحتاج اسطر للكتابه 
ولديك من الفكر ما نحتاجه للقراءة 
فأنا أسافر معك لكل العالم بحوار بسيط، كيف إذا ان قرأت كل خبرتك في رواية 
سأرى عالم آخر وجديد 
كان صامتًا، يستمع لها بتمعن، وحائرًا 
كم يلزمة من الكذب ليواصل هذا الحوار معها، أم آن أوان الصدق ان يأخذ مقعدًا في إجاباته. 
وبين هذين الصراعين، استجمع خجله من نفسه وهروبه المستمر منها 
- انها كلمة (لما) يا ابنتي، تلك اللصة البارعة. 
فعندما كنت شابا كنت أقول سأصل لأحلامي. (لما) انهي الثانوية العامة 
وانهيتها لأوجل فرحتي بالتخرج، لما اتخرج من الكلية العبقرية، وبعد ان تخرجت من الكلية العبقرية، قلت لما أسافر لتلك المدينة الناطقة بالجمال سأسرد كلماتي وعند ذهابي لها، قلت لما أعود لوطني سأكتب عن هذه التجربه الجميلة الكثير، وعدت لوطني فقلت لما اتزوج واستقر سأتفرغ لكتابتي، وتزوجت فقلت لما تنجب زوجتي سأكتب لا محالة عن جمال ابنتي وجاءت امك وقلت لما تكبر قليلا بالعمر سأكتب بجدية لتكون حصيلتي بالذكريات ثرية معها وبين لما المتصلة بالرغبة ولما التي أبرر بها هروبي ضاعت السنوات، ومرت الأيام، ووجدت نفسي أمامك الآن 
كنت سأرد عليك ب (لما) لكنني وجدت ان لا (لما) تكفي بعد الآن للتبرير. 
ابنتي العزيزة احذري لما، قرري في كل لحظة ونفذي ما قررتيه مهما ضاق الوقت اخلقي لك وقت جديد، احذري تأجيل فرحك، أو تأخير أحلامك، احذري ان يهرب عمرك وتشيب رغباتك 
قامت فأحضرت له قلما وورقة 
وقالت اقتل (لما) في أول السطر. هنا يا جدي. 
كانت احكم منه بكثير.
instagram &twitter:@drnadiaalkhaldi  

الأحد، 19 أبريل 2020

رمضان الكوروني. بقلم د. نادية الخالدي

رمضان الكوروني 

كان يرسم السيناريوهات المُرعبة ، المشاهد المُزعجة ، الأوقات المُملة ،  كان يصور نفسه في رمضان بصورة ذاك البائس ، الخائف ، المخذول من نفسه ، ذكر كثيراً من مشاعر الإحباط لعدم قدرته على حضور  صلاة التراويح وبكى  تغيبه عن قيام الليل ،سخط ٢٠٢٠ السنة التي تجاوزت معتقداته الجميلة   ، سرد رمضان القادم بصيغة الفائت  ...كتب كل  الأيام التي لم يرها بعد  ،  بحزن باهت
 تفاصيل 
أحداثها 
مشاهدها 
انهياراته 
انكساراته 
خيبته 
حتى أفاقه نداء الله 
الله أكبر ، الله أكبر 
صلاة العصر 

قد سمع النداء مراراً ومرات كثيرة ،إلا أنها  كانت هذه المرة عن كل المرات العديدة،
أفاق من نفسه ليتلقى معها  
الله يحدثني لا تخف 
الله يطمئن قلبي لا تجزع 
الله يذكرني أنه الأكبر 
 الأكبر من الهم 
الأكبر من الحزن 
الأكبر من كل ظنوني 
الأكبر من كل  شيء 
جمع خجله من أفكاره، ليرميه على يقين أن القرب من الله في رمضان ٢٠٢٠ قرب استثنائي ، فلأول مرة نستقبل رمضان بكامل التفرغ له ، بكامل الحاجة له ، بكامل الرغبة  إليه، نحن الآن بعيدون عن ضغوطات الحياة ، قريبون من حاجاتنا الحقيقية ، روحانيون جداً .
أما علاقتنا الربانية ، فهي حكايه ملهمة أخرى .
قربتنا هذه الأزمة من الله كثيرا ، علمتنا أننا الآن في بطن الحوت الذي كنا نحاول تخيله ولم نستطع ، فجاءت الأزمة وعلمتنا أنه عندما نخاف من الظلام وعدم وضوح الرؤية فجميعنا كيونس عليه السلام ننادي : لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين، ندعو راغبين بفاء الاستجابة : "(فـ)استجبنا له" التي جاءت له فردًا وبإذن الله تجيء لنا جماعة ، 
 فلا ملجأ و لا قوة في العالم إلا إليه ، 
أما كورونا الطيبة فقد 
عرفتنا لعالم آخر في رمضان فمعها  
كبرنا بأرواحنا 
وحيدنا غرورنا والتهائنا 
، تصافينا 
، تعاونا ، تكاتفنا 
، وأحببنا كل ما حولنا أكثر ، 
قدرنا النعم صغيرها وكبيرها ، واستقرينا نفسيا بشكل أكبر 
أظن أننا في رمضان هذا سنعيش رمضان ونصف إن لم يكن رمضانات عديدة برمضان واحد ، فرمضان الكوروني سيكون رمضان تثبيت لا رمضان تغيير  كما عهدنا من قبل ، 
سيثبت كل ما علمتنا إياه كورونا
 وبدل من السعي للخير سيثبت الخير  بداخلنا ،
 وبدلا من التقرب من الله سيكون الثبات لهذا الطريق رمضان الكوروني ، هو رمضان تثبيت كل  السلوكيات الإيجابية التي علمتنا إياها الصالحة كورونا .
شكرا يالله على نعمة رمضان الكوروني.

Twitter:@drnadiaalkhaldi

الاثنين، 13 أبريل 2020

قبلة على رأس العمة كورونا بقلم ؛ د. نادية الخالدي


-ماذا تعلمت من الأزمة الكورونية ؟  
-لا شيء 
-وماذا علمتك؟ 
-كل ما لم أستطع إجابته في السؤال الأول
-ماذا لم تستطع ؟
لم استطع الإقرار بأني كنت فارغ الذهن قبلها ، ولم أملك شجاعة الاعتراف بأنني كنت لا أعرف من كنت قبلها 
جعلتني أقف آلاف المرات لأتعرف على نفسي معها ، مع نفسي قبلها ، وعن نفسي ماذا تكون بعدها ؟ 
معها تعلمت أن أسرتي تتكون من هذا العدد من الأفراد،  لا أعرف أي شيء عنهم . 
معها تعلمت أنني أملك كل المقومات التي لم أستخدم من كلها بعضا 
معها تعلمت أنني أعيش بخيار واحد ، بوجه واحد وبروتين مبرمج عليه لا أعرف من أين ! 
معها اكتشفت أن الطبخ أمر جميل ومشاركته مع العائلة سعادة تغنيك عن ألف جلسة في أفخم الأماكن. 
معها تعلمت أن المال الذي كنت أهدره كان لا يمد للضرورة بصلة وأن راتبي فيه من البركة الكثير التي لم ألحظها لولا ما أجبرتني هي على ذلك .
معها وجدت أن من المنزل أستطيع أن أعرف نفسي أكثر. 
وأعرف من معي أكثر وأكثر. 
فابنتي الصغيرة تحب الضحك والمرح ولها ميول في كتابة السيناريوهات الساخرة وترجمتها كمشاهد مسرحية كنا نضحك كل يوم بسببها .
وابنتي الأخرى وجدتها تحب المواساة النفسية وزرع الإيجابية بيننا فأظنها ستكون مختصة نفسية 
وابني يتقن الزراعة ويتفنن في تعلم فنونها الجميلة ، لم ألحظ اهتماماته الزراعية من قبل ولم يكتشفها هو مع نفسه قط . وحده وقت الفراغ الطويل من جعله يزرع لنا الحديقة ليخبره ما يتقن ويجهل ، ويخبرنا نحن عنه 
 أما أنا وجدت نفسي أحب فن النجارة فصنعت طاولة طعام جميلة وضعناها في الحديقة فخورين بتصميمها الفريد.  
وزوجتي كانت تملك بيانو تجاهلته مع الأيام ونست حبها لعزفه لتعود من جديد تمتعنا بنغمات الموسيقى كل يوم .
 نعم الحجر المنزلي كشف لنا ما نتقنه في حين كنا مشغولين بما يجب أن نتقنه. 
شكرا كورونا لهذا الدرس العظيم 
كنت أسمع بتمعن وأدون ملاحظاتي الكثيرة كان ملخصها :
دورك في المنزل هو قوتك التي تجهل أنها قوة ، ورسالتك الحياتية التي لم تقرأها من قبل ، ورموز سعادتك التي لم تفهمها بعد
ما تتقنه في المنزل هو عالم يجب أن تفتح مجراه كوظيفة مساندة لوظيفتك أو دخل مضاف لدخلك أو هواية تسعدك وتسليك ،
الحجر المنزلي جعلنا أقرب من أنفسنا، إنه بمثابة مدرسة حياتية تدربنا على التقارب النفسي مع أنفسنا ، لنصطدم بأنفسنا ونحترم المسافات بيننا وبين الآخرين .
الواعي هو من يقتنص هذه الفرصة بخطط يومية لحياته وإلا كان وقتا مهدرا كذاك الوقت الذي كنت تهدره منشغلا بالحياة عن نفسك.  
قبلة على رأس العمة كورونا فقد علمتنا الكثير
Twitter:@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...