الأحد، 10 مايو 2020

كم ساعتك الآن ؟ د. نادية الخالدي

       في مكان ما ، حيث أحب أن أكون فيه وحدي ، كانت تشغلني نظرية التفاوت بين الرغبة والفكرة ، من هو المؤثر؟ والمتأثر ؟ وما هو الدخيل بينهما ؟ ولأن العرض الأولي للنظريات هو فرضيات قابلة للقياس والتقويم ، قمت بالمراقبة التصويرية ككاميرا التقاط عشوائية لجميع الشرائح حولي ،  هذا لا يلتزم بالوقت وذاك يؤجل وعند منعطف الخذلان يقف ذاك يبكي أمسه. وفي صفوف المستقبل هذا قلق من غده، وتحت مظلة المراقبة  وجدت  هذه الكلمات البسيطة المترجمة للسان واقع نعيشه الذي يقول : (يطمح الجميع لحياة أفضل ، أحوال جيدة، درجات علمية عالية ، وظائف مرموقة ، أي السعي وراء طموح من نوع آخر، أطلق عليه : الطموح المجاني) . وهو نوع من الطموح  جديد  من نوعه  كسلان جداً، لا يبذل جهدا حركيا ولا وقتيا ، كل جهوده صور ذهنية تسكن الذاكرة ، باطلة المعنى الحقيقي لتكوين وجودها على أرض الواقع  ، لذا الباطل بالباطل يساوي صفرا ، والصفر قيمة مطلقة إلى اللاقيمة ، حتى يضاف له تعريف قيمي كالعدد واحد ليكون قيمة القيمة للأرقام ، أي المؤثر (الكسل) ،المتأثر (الإنسان ) ، الدخيل ، الخوف والقلق المخزن بالذاكرة والجاذب للمزيد منه (مقاومة الذاكرة) وهكذا تُفسر إسقاطات المتعثرين الذين يوقتون ساعات الفشل على الطموح المجاني ، فيكون وقتهم لحظة الماضي المتعثرة به ، ونصف حاضر منشغل بما حدث ، ولأن عقارب ساعتهم مقلوبة ترجعهم للوراء ، عادوا هم معها فصاروا ماضيا كرغباتهم وذكرياتهم . لذلك لا يتقدم من هو بتلك المواصفات السابقة فهو يسير للخلف بينما قانون الحياة وجهته أمامية. لذلك وحدهم الطموحون ، الساعون لطموحهم ، الذي يبذلون الجهود العظيمة لساعاتهم الزمنية دقائقهم محفزة  تشجيعية ، انتكاساتهم اعترافات شجاعة بأخطائهم وعثراتهم لمواجهة قانون المقاومة النفسي الذي إما يدفعك للخلف أو ينقلك للأمام ، ولو أخذت عينة زمنية لأحدهم، لأوجه له سؤالا نفسيا  لنفسه : كم ساعتك الآن؟ لوجدنا إجابات درامية ، إسقاطية ، حزينة ليهربوا من المسؤولية النفسية تجاه الذات ، سيجيبون بعض من هذه الإجابات : (ساعتي الآن طموح عال إلا خذلان حقيقي ، أو ساعتي الآن قلق إلا التحرر من الإيجابية) والكثير والكثير. لذا يا صاحب الطموح ، يا صانع الحضارة ، يا شاب المستقبل الجنة ليست بالمجان ، تحتاج صلاة وعبادة وعطاء وإنسانية، فما بالك بالأرض التذكرة المؤدية لها؟ كرس وقتك لطموحك، اجتهد لتحقيقه ، كافح ، واستمر لتصل أو تصل وستصل ، وتذكر أن ساعتك الآن : أنت ورغبتك والكثير من عطائك
Twitter &instgram: @drnadiaalkhaldi

ليست هناك تعليقات:

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...