الجمعة، 28 مايو 2021

لا تقترب أكثر بقلم د. نادية الخالدي



في علاقاتنا المتعددة ، كانت قريبة أو بعيدة كثيرا ما تسقط منا الحدود الهامة الفاصلة والمفصلية بيننا وبين الآخرين فيكون الحد زائدا عن المطلوب ، ناهيكم عن صلاحية مزعجة يأخذها من يحبوننا في التمادي بالكلام وردات الفعل أو الاطلاع على الخصوصيات أو الخوض في المنطقة الخاصة بنا ، في بداية الأمر لن يزعجك ذلك وفي الغالب لن تهتم والكثير منا يفهم أنها تعبير عن الحب العالي وعمق العلاقة .لكن مع الوقت سيصبح القرب ازعاج،  والتعدي وعدم احترام الخصوصية بوابه للخلاف ،والانزعاج النفسي والفكري والاجتماعي.. ولتفسير كل سبق نحتاج أن نأخذ مجهر لعلاقاتنا ونكبره شيئا فشيئا لنأخذ علاقة  

 بسيطة كعلاقة الأم بابنتها 

الأم تفتح غرفة ابنتها متى شاءت 

وتأخذ حهازها وتطلع على رسائلها مع صديقاتها 

لا يحق للفتاة الجلوس بمفردها بالغرفة 

لا يحق لها اختيار ملابسها 

ولا من تجالس 

كل ذلك خوفا عليها من الوقوع بالخطأ 

الذي يجب أن نتوقف عنده الآن كيف نربي لتفادي الخطأ ، بل لمعرفة ما هو خطأ وما هو صواب. 

وكيف نربي ؟ لنحمي أبنائنا أم لنوجههم ؟ 

لنجعلهم يعيشون قصتهم أم نعيش نحن قصصهم بدلا عنهم 

أن نعلمهم على الخيار والتعلم من الأخطاء ، أم نجعلهم لا يعرفون ماهو الخطأ لأنهم يجب أن يكونوا دائما على صواب ؟

عزيري القارئ إن كنت صديقا أو زوجا أو أبا أو أما 

لا تقتوب أكثر من حدودك 

لا تعطي نفسك صلاحية كاملة للتدخل بحياة غيرك مهما كنت قريبا منه 

اترك لمن تحب مساحته الخاصة ، مشاعره الخاصة ، لحظاته الخاصة 

لا تلتصق حد الاختناق ولا تبتعد حد اللاوجود لك 

كن بين محب دافئ وبعيد ناصح 

وقريب مهم وغريب داعم 

العلاقات فن وأهم فنونها معرفة : حد الكلام 

ووقت الصمت 

حد التواجد 

وحد عدم الوجود 

حد المشورة 

وحد النصح 

حد كل شيء عندك وعندهم

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 18 مايو 2021

امتياز مع مرتبة الفشل د. نادية الخالدي


بين الفشل والنجاح , نضع إسقاطاتنا البشرية لكل الأشياء ,مُتهمين الجميع بها عدانا

حججنا أننا ظُلمنا, في حكاياتنا متباينة  الأحداث, ,المتوازنة تصوريا مع خيال الكسل الواسع

الذي يضم كومات من العاجزين عن أداء أبسط الأشياء, بين خطين الجد والاجتهاد

فيكون البين ممتلأ وتبقى النقطتين فارغتين من المحتوى الحقيقي, لأشخاص يريدون النجاح حقاً

فيضيع الارتكاز على مكان يجب أن نتجه له عند مفترق الطرق ,مكان يكون كالمرفأ الذي نحب أن نكون فيه ... مهما تعددت دهاليز الحياة نرجع لنستقر فيه ؟

ذاك المكان ...

هو منطقة فوق مستوى العقل المُبرمج ,,, فوق مستوى القيود الفكرية ,,, فوق كل الأشياء

مكان يطلقنا من ذواتنا بأجنحة تحرر حقيقية

مكان هو نحن حقاً ..... يحتوي قيمتنا كبشر, القيمة الموزعة توزيعاً متساو جداً بيننا .... يناسب مقاساتنا النفسية والشعورية وبقياس دقيق لقدراتنا ....

لذا عزيزي الشاب

لو قطعت رحلة لنفسك لتتعرف على عالمك الداخلي ,, لوجدت أنك تحمل الرقم 10 في أداء شيء ,مُتقن , تبدع في أدائه,  وتحمل الرقم (0) في أداء شيء آخر تكون قدراتك فيه متواضعة ,وبين تعدد القدرات ,تتعدد الأرقام, وتُصنع المشاعر ....

عزيزي الشاب ....

(افهم نفسك ,,, ثق بقدراتك ,, واعمل بشيء تتقنه لا بشيء فُرض عليك )

وهنا ستكون الفرد الفعال المُنجز الذي يطمح له كل مجتمع,,, ,,

وتذكر ...... 

أن الجري وراء الكمال والكمالية هو نقص من نوع آخر, يتفشى في الكثير من النفوس , فتجد الجميع يسعى لمكان الصيت العالي والمركز المرموق, جاهلا ً لقدرته الفعلية في إتقان العمل  للمكان المطلوب... أي بوصف أكثر بساطة ....إرضاء للناس وبعضا من مظاهر التفاخر المجتمعية ...ليحظى بتصفيق ذي دوي مزعج لشعور حقيقي يسكن نفسه ..

والنتيجة المنتظرة تحمل مخرجات ,,,,حتمية ,,, منطقية ,,, تتابعية للأحداث ... فمن يزرع علقما لن يحصد عسلاً

بل سيحظى محصول بذوره... وهنا قُعر المشكلة ....ارتداء أثواب من القدرات لا تناسب مقاساتنا الإنتاجية

أي موظف مع مرتبة الفشل .... كلما صعد به سلمه الوظيفي بدرجة امتياز , كلما وجد نفسة حزينا أكثر ,,, يحمل أحمالا شعورية تدفعه للاختناق ,,, فيقل أداؤه وتزداد لا مبالاته ,, وتقل إبداعاته .... وتموت القدرات

ولو سألته سؤالا صريحا عن مجده القديم وعن شهاداته ... لأجابك لسان حاله,, نعم لديه شهادات امتياز كثيرة إلا أنها مع مرتبة الفشل ....

 

بقلم : د.نادية الخالدي

تفَقد قلبك بقلم د.نادية الخالدي


هل زارتك يوما مشاعر لا مناسبة لها؟ ... كحزن مفاجىء! ..أو فرحة بلا سبب!.. أو ضيق صدر..لا مبرر له !

بالتأكيد إنه أمر طبيعي نمر به جميعنا .... ورغم ذلك ما زلنا نتقن ردات الفعل تجاهه ..دون أن نعرف السبب...

الذي هو بسيط بعض الشيء .. ومعقد بعض الشيء ... وبين البسيط والمعقد يكمن هذا الشيء ... إنها المشاعر المهملة التي تجاهلتها... ظنا منك أن تجاهل المشاعر هو علاجها ... عزيزي القارئ مع خالص أسفي أخبرك أن المشاعر التي تتجاهلها تقتلك

كيف ذلك ؟

إن تراكم شعور معين كشعور الخوف مثلا ...يؤدي لحالة عالية من القلق التي بدورها ستفتح مصراعي بوابات الأمراض النفسية والعضوية.. لتقدمك فريسة لها

والمذنب به هو( أنت )

اذن مالحل الواقي ..... لكل ذلك ؟... الحل موضوع المقالة: ( تفَقد قلبك ) ، اهتم بكل شعور تشعر به ... وقم بمعالجته باللحظة ذاتها ..دون تأجيل أو تسويف ...حتى لا يتراكم ويدمرك

كيف ذلك ؟ إن شعرت بالحزن من موقف معين.... احزن... وابكِ.... وإن لم تبك تباكى ..... إن شعرت بالقلق اقلق لتتخلص منه لا تهمل القلق .... إن شعرت بالفرح ... افرح واسعد ولا تهمل الفرح بحجة مآسي الماضي .... اهتم بكل شعور تشعر به وعشه كلحظة مجردة من ماضيها ومستقبلها ... لتخرج كل طاقاته فتتخلص منه .... وإياك وإياك أن تهمله.... وتتكابر عليه... فتفقد عندها كل مؤشرات التنبيه التي تشبهه في المستقبل.... فلو عدنا لمثالنا الأول.... وهو أن تشعر بالحزن ...وتهمل الحزن... وتقاوم رغبتك بالبكاء أو العزلة .... مع تكرار هذا الإهمال ستجد نفسك لا تفهم ما الحزن أصلا .. تتمنى البكاء ولا تستطيع ... تتمنى أن يرشدك أحد لكيف تكون حزينا لتتخلص منه ...ولن تجد لطلبك مجيبا أو لرغبتك مأوى .....فالعقل تبرمج على إهمال هذا الشعور... والمضحك الساخر حينها ... أنك وبصورة لا إرادية ستتصرف بحماقة في مواقف الحزن.... فقد اختفى تعريف مفهومه بجسدك وسلوكك ... وحل محله مفهوم آخر لا علاقة له بالحزن ... الذي صار لا شعور اصلا  ....... كالضحك على المواقف المؤلمة  كردة فعل لشدة الحزن ... فتصبح بذلك شخصا غريب الأطوار .. يعبر تعابير عكسية ... ولا عزاء للإحراج وقتها .... وكل ذلك بسبب بسيط جدا ..وهو إهمال المشاعر الأصلية ولأنك لم تتفَقد قلبك يوميا ... فالشعور يحتاج التدارك السريع ...فان لم تدركه... أدركك واختفى ... وأتى شعور آخر مكانه ...يحرجك من نفسك قبل الجميع

عزيزي الإنسان أرجوك ( تفَقد) قلبك قبل أن( تفقده )

الثلاثاء، 27 أبريل 2021

كيف تصنع قاتلا ؟ د. نادية الخالدي

 

في حادثة ليست الأولى من نوعها بل المكررة في  تفاصيلها وسردها  وعمقها 

هي ليست حادثة بقدر ما هي معاناة كل امراة ، إلا أنها معاناة مفصلية فصلت بين صراخ الحياة وصمت الموت.  

هل الموت لديه قدرة على الصراخ أكثر من الحياة ذاتها؟ 

هل الموت سبب لإحياء مشاعرنا وإعادة ترتيب حياتنا ؟

هل الموت هو صك الثورة وإنذار المساعدة المسموع ؟

هل تحتاج المعنفة أن تموت لتصحى ضمائرنا 

وتنهض إنسانيتنا 

وتثار مشاعرنا ؟

وإن كان نعم ؟ كم ضحية نحتاج للتغيير؟

لنصحو؟ 

 كم من الجنائز سندفن 

لنفيق لصرخة المرأة ؟!


كل تلك التساؤلات انتابتني فهذا الأمر هو بمثابة رحلة تربية طويلة لا موقف وقتي وينتهي الأمر ، إنه صراع يغرس ويربى ويثبت بالعقل ليدير كل شيء 

كيف ذلك ؟

لنذهب معا في رحلة التربية ونتائجها ،كل امراة تعنف منذ طفولتها حتى نضجها.  

فمن صغر سنها  "( عيب انتي بنت )  ولا تسوين كذا لانج ( بنت ) لا تطلعين ولا تزورين صديقاتج ( لانج بنت ) ولا تتكلمين ولا تعبرين ( لانج بنت ) لا تدرسين الا بكلية معينة ( لانج بنت ) ولا تحقيقين كل احلامج لانج ( بنت) لازم تضحين لانج بنت ولازم تتزوجين فلان" وكثير من الحدود الضيقة التي سببها أنها بنت أو امرأة أما الشاب "عيب تقول اسم امك ، لا تبكي انت رجال ، لازم ما نعرف شكل امك ، والمرأة عار وعوره وانت قوي والمراة ضعيفة"  ، لا تعطي المرأة وجه ، وافرض شخصيتك وكلمتك عليها

بتأسيس هكذا وعندما تقرأ هذه الكلمات عزيزي القارئ ماذا ستتوقع ؟ 

امرأة تعيش بأمان في الحياة 

أو رجل يحترم المرأة 

أو علاقة صحية بينهم من الأساس؟ 


لا لا لن تجد فالعلاقة بنيت على المقارنة غير العادلة والتفضيل غير المبرر مع قوانين مدعومة اجتماعيا ، ورؤية اعلامية دافعة لإثبات هذه الصورة والرؤية. 


قتلت فتاة بكى الجميع لأجلها لأنهم سمعوا قصتها ، وتعرفوا على معاناتها التي ظهرت على السطح فأسمعت الجميع.  

ولكن كثير من الفتيات يقتلون كل يوم لم نسمع عنهم ، بعد ليس قتلا بمعنى قتل ، بل قتل نفسي ، بتر للطموح، قيود لا منطقية والكثير من الحواجز  غير المرئية 

 جميعنا نصنع قاتلا كأمهات وآباء ومربين إذا علمناهم أنك أيها الرجل أهم من اختك وأمك، وأن حياة اختك وأمك تحت سيطرتك وأن زوجتك هي الأَمة الأبدية لك، 

وجميعنا نصنع قاتلا عندما نعري الرجل من ذكر اسم امه أو الخروج معها أو الخجل من وجود اخته أو التحسس من ذكر اسم زوجته 

وجميعنا نصنع قاتلا عندما نرى أن ضرب الرجل لاخته أو زوجته او ابنته سلطة، وتخويفها قوة، وفرض سيطرته عليها رجولة. 

وعند كل ما صنعناه نحن لا نحتاج قانونا رادعا فحسب  بل نحتاج مؤسسة تربوية تعيد لنا تربية القيم والأدوار بشكل صحيح نفسيا 

لطفا بالقوارير

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الأحد، 18 أبريل 2021

استفهامات بشرية بقلم د. نادية الخالدي

استفهامات بشرية

بقلم د. نادية الخالدي

نظرا لكوني شخصية لا تخضع لأي قواعد متوارثة أو أي مدلولات غير منطقية

أثار الجدل داخلي علاقة تكويني الأولي, بما أنا فيه الآن .....استفهامات متزاحمة أثارت أسئلتي

.لماذا خُلقنا من طين ؟.

ولماذا الطين ؟لماذا لم نخلق من النار مثلا؟ أو من النور مثلا؟ أو من أي شيء آخر مثلا؟

وكلما أكثرت السؤال بلماذا كلما زاد الضجيج داخلي ,,,, والضجيج هو حالة بعثرة نفسية تصيبنا عندما تعجز النفس عن إعطاء الإجابات المنطقية لكل ذلك،

حتى أخذت أنفاس الشهيق والزفير كتنهيدة خيبة شعورية لظلام لم ير النور بعد ,,,, في تلك اللحظة أفقت لتلك الدينماكية التي نمارسها كل ثانية عندما نتنفس...  لم ألحظها أبدا  قبل هذه المرة  ..... عملية لا إرادية لا تحتاج موافقة نفسية أو شعورية أو مزاجية  ....لا تحتاج سوى وقت من الله يسمح لها بالقيام بوظيفتها ....هنا وجدت الإجابة التي بحثت عنها بين كلماتي, مخبئة في جعبتها, التي عبأت بها أسطري

إن تكويننا البشري يتحرك بشكل تلقائي دون إشعار مسبق سواء أدركنا هذا التشكيل أم لم ندركه ... ويرجع عدم وضوح درجة الإدراك هو الاختلاف بين لحظة التشكيل الأولية للإنسان وبين لحظة التشكيل الأخرى عندما يتحرر الإنسان لشخصيته المستقلة ....

تماما كالطين الذي هو مادة مطواعة نستطيع تشكيلها كما نريد على حسب  شكل القالب المراد صبه  فيه ....وعند الإجابة الفعلية ,بين نقطتي الاتصال السابقتين وهما  الشخصية والطين ودرجة اشتراكهما في الطواعية والمرونة,  نجد أن التشكيل حتما محتما يقع على الإثنين

على اختلاف القوالب المتشكلة فيه التي يحددها المجتمع والثقافة والأبوين والدين وقواعده

ومن منطلق كلمة التشكيل نجد أننا بحالة تشكيل مستمرة لا تتوقف أبدا ,قد تزيد وتيرتها أو ربما تقل لكن الإنسان دائما بتغير مستمر يبقى الجزء الأهم عليه هو كيف سيشكل نفسه؟و أي التشكيلات يفضل؟ كيف سيميز ذاته عن البقية ؟وكيف يبدع ؟

نستطيع إنتاج ذواتنا المصنوعة من نفس المادة بشكل آخر

كم تعجبني تلك الرسائل المبطنة التي يخبئها الكون في الإبداع الإلهي في مخلوقاته

نحتاج التفكر في كل شيء


Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الجمعة، 9 أبريل 2021

النهضة هي الأميرة النائمة بقلم د. نادية الخالدي


                                                   

عندما تكون البشرية في سبات أحلامها محققة معادلة ساخرة هي أن الأحلام وجدت فقط للنيام .. ولو فرضنا أن النهضة هي أميرة فائقة الجمال ترعرت على يد امرأة تدعى ( الفكر المتحجر) ...التي تخاف من أن تبلغ الأميرة رشدها فتسحب بساط السلطة الفكرية المتحررة والجمال منها ... وتحلق بجناحين متحررين من القيود التي صنعتها أسلاك السلبية لتحبسها في الداخل .......ولو أخذنا العالم الآن ليكون قصة داخل كتاب اعتدنا قراءتها ولم نتعلم منها سوى الاستمتاع .... ترى هل النهضة نائمة فعلا؟ ... هل الجمال مؤذ لحد يحاول الجميع تدمير بقائه؟ ... إذا كان كل ما سبق حقيقة إذن لماذا يبحث الجميع عن الكمال؟ لماذا يبحث الأغلبية عن الجمال؟ ... لماذا نسعى لشيء نحاربه بعد ذلك ...؟ ولماذا ولماذا ولماذا ؟

إن الجواب مخز حد الترفع عن طرحه إلا أن في حال البيان والتوضيح يجوز قول مالا يجوز

السبب بسيط جدا وهو ....

كل منا يريد أن يكون البطل الذي لا بطل قبله ولا بطل بعده فيدخل عالم النجاح ويقفل الباب وراءه

فنجد أن أصحاب الشهادات العليا عندما يبلغوا الوصول لها صعبوا الأمر على من جاء بعدهم .... وعندما يصلون لذروة النجاح ظنوا أن القمة لا تسع غيرهم فصاروا محبطين ومحطمين لكل من جاء بعدهم

ولأن الثقافة المتدنية والتربية التي تنص على أنك الأفضل دون غيرك ....أصبح من المؤلم أن يكون التراجع هو انتاج فردي صنعه الفرد لنفسه وتحول ذاك لدائرة أكبرتخص كل واحد فينا وهو مجتمعه

وننتهي لمعادلة مضحكة بعض الشيء وهي (أنا أنجح وأنت تفشل )

المعادلة التي دمرت عقل كل شاب يسعى للإنجاز والطموح

ولأن الأسباب مخزية تفسيرها يكون من الخزي ذاته

ننتقل للحلول أفضل ...

إن الحل بسيط يسكن مشاعر كل واحد منا... يشعر به يوميا تجاه أقرب الناس له.... ويظن أن الشعور هذا مقصور على حد أسرته وحد بيئته الصغيرة  

متجاهلا أن الشعور الصغير الذي تشعر به وحدك هو نفسه الشعور الكبير الذي يجب أن تشارك به غيرك.... بشكل تدريجي يبدأ بالاكتفاء بك وينتهي بالتعميم مع غيرك..... وهو( الحب ) أما الأنانية والجشع وهما من سحر نهضتنا الجميلة وأرجعها للوراء

(الأنانية ) المقصودة هنا .....

أنا أنجو والجميع يموتون

لأن القصة المعروفة  تنتهي بسحر الأميرة وهي النهضة لحين أن يأتي الحب الحقيقي ... وهو حب الكل لا الجزء  لتكون حضارة وعندما صار الجزء أهم من الكل سقطت الحضارات  

وسحرت الحضارات حتى يأتي المجد الحقيقي.. الفكر الحقيقي .. التغير الحقيقي الذي روضنا حبالنا الصمت عنها .. وروضنا أفكارنا على التمنى

تبقى القصة تنتظر الفارس الذي سيهدي الأميرة الحياة .. فيزيح السحر منها لتعود مشرقة كالشمس مثلما كانت

عزيزي الإنسان إن هذا الفارس يسكن روح كل واحد منا ... هو شديد القزامة وضعيف البنية ويملك صوتا لا تكاد تسمعه ما دمت  تستخدم أذنيك لتسمع كل شيء في الخارج عدا أعماقك .... هو يعاني داخلك يحتاج تغذية راجعة ليملك قوى تمكنه من الخروج ... ما يحتاجه هو موارد موجودة لديك لن يوفرها شيء في الخارج

يحتاج عزما منك ... تحررا من المعتقدات .. طريقا جديدا تسلكه ... قناعات بإيجابية المستقبل

ويحتاج الثقة التي تمكنه من تحمل مسؤولية أحلامك ومسؤولية قرارك ليكبر ويكبر وتشتد قوته ليخرج للعالم .

بثلاث أسلحة مهمة هي الثقافة العالية والعزم والنجاح الجماعي

ثم سيحرر تلك الرائعة من نومها الطويل وتتحول بعدها الحياة من أحلام تنتهي عند الاستيقاظ إلى أحلام تبدأ بعد الاستيقاظ

الثلاثاء، 6 أبريل 2021

الذكاء موهبة استخدامه الجيد خيار د. نادية الخالدي

 


 يجلس في المقعد الخلفي من السيارة التي يقودها جده ... يراقب جدته الجالسة في المقعد الأمامي ،

 طفل مهووس بالتحليل ، ودقة الملاحظة ، مفعم بالذكاء العالي والفطنة

يصبح السؤال الآن هل الذكاء والفطنة يكفيان ؟ 

نكمل لنجيب تلك الجملة :

جلس يتأمل وجه جدته المريضة بمرض السرطان  في مرحلته الرابعة  

ويرى حالتها المتدهورة وبينما هو يراقبها 

ويحللها ويراقب تنفسها ويحسب العمر الزمني مع القدرة الجسدية 

صرخ  فرحا بنفسه وفخورا بها قائلا : جدتي أظن أنك ستموتين قبل جدي ، فأنت تعبة جدا 

انظري ليديك ووجهك، وتكادين لا تستطيعين التنفس، 

كان يظن ذاك الطفل البريء أن جده سيثني على ذكائه في التحليل وعمقه ودقته في الوصف إلا أن ما حدث كان مخالفا لتوقعاته 

فجدته بكت بكاء حارا  من كلامه. 

مما اضطر الجد أن يوقف السيارة ليهدأها مع توبيخات وتوجيهات صارمة له بحدة 

-  اسمع يا بني : أن تكون ذكيا شيء وأن تؤذي مشاعر الآخرين شيء آخر ، لن يفيدك ذكاؤك إن لم تراع الغير به. 

وبعد سنوات من هذه الحادثة المؤلمة التي طبعت منحى جديدا لحياته ورؤية ناضجة لتصرفاته، 

 تحديدا عند بلوغ ذاك الطفل ٢١ سنة من عمره  

صعد على أحد المنصات في حفلة تخرج  كان هو مقدم الحفلة بها 

ليقص قصته مع جدته للجميع 

ليقول  

احذر ذكاءك إن دمر غيرك 

واخذر شجاعتك إن دمرتك 

واحذر خوفك إن أعاق مسيرتك 

واحذر قلبك إن لم يهمس إنذارات تنبهك 

احذر بعدك عن نفسك مرة، وبعدك عن التفاعل واللطف مع الآخرين آلاف المرات 

فبعدك عن نفسك سيفقدك نفسك 

أما بعدك عن التعامل الجيد  مع الآخرين سيفقدك  تجارب حياتية لن تتعلمها وأنت منغلق على نفسك.

 خبراتنا هي محطات في حياتنا تعيد ترتيبنا من جديد، 

ومع كل فكرة يعاد ترتيب شيء فينا ، قد يحذف شيئا، وقد تضاف آلاف الأشياء .

لذلك لا تنبهر بما تملك إن كنت لا تعرف كيف تستخدمه بالشكل الصحيح 

أو الوقت الصحيح 

أو الموقف الصحيح 

وتذكر أن الذكاء موهبة ، وكيفية التعبير عنه خيار !

والإبداع موهبة وطرق تنفيذه بشكل سليم خيار ! 

وأغلب ما تملكه دون تعب هبة من الله 

وطرق استثماره بالشكل الصحيح خيار !

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...