الثلاثاء، 27 أبريل 2021

كيف تصنع قاتلا ؟ د. نادية الخالدي

 

في حادثة ليست الأولى من نوعها بل المكررة في  تفاصيلها وسردها  وعمقها 

هي ليست حادثة بقدر ما هي معاناة كل امراة ، إلا أنها معاناة مفصلية فصلت بين صراخ الحياة وصمت الموت.  

هل الموت لديه قدرة على الصراخ أكثر من الحياة ذاتها؟ 

هل الموت سبب لإحياء مشاعرنا وإعادة ترتيب حياتنا ؟

هل الموت هو صك الثورة وإنذار المساعدة المسموع ؟

هل تحتاج المعنفة أن تموت لتصحى ضمائرنا 

وتنهض إنسانيتنا 

وتثار مشاعرنا ؟

وإن كان نعم ؟ كم ضحية نحتاج للتغيير؟

لنصحو؟ 

 كم من الجنائز سندفن 

لنفيق لصرخة المرأة ؟!


كل تلك التساؤلات انتابتني فهذا الأمر هو بمثابة رحلة تربية طويلة لا موقف وقتي وينتهي الأمر ، إنه صراع يغرس ويربى ويثبت بالعقل ليدير كل شيء 

كيف ذلك ؟

لنذهب معا في رحلة التربية ونتائجها ،كل امراة تعنف منذ طفولتها حتى نضجها.  

فمن صغر سنها  "( عيب انتي بنت )  ولا تسوين كذا لانج ( بنت ) لا تطلعين ولا تزورين صديقاتج ( لانج بنت ) ولا تتكلمين ولا تعبرين ( لانج بنت ) لا تدرسين الا بكلية معينة ( لانج بنت ) ولا تحقيقين كل احلامج لانج ( بنت) لازم تضحين لانج بنت ولازم تتزوجين فلان" وكثير من الحدود الضيقة التي سببها أنها بنت أو امرأة أما الشاب "عيب تقول اسم امك ، لا تبكي انت رجال ، لازم ما نعرف شكل امك ، والمرأة عار وعوره وانت قوي والمراة ضعيفة"  ، لا تعطي المرأة وجه ، وافرض شخصيتك وكلمتك عليها

بتأسيس هكذا وعندما تقرأ هذه الكلمات عزيزي القارئ ماذا ستتوقع ؟ 

امرأة تعيش بأمان في الحياة 

أو رجل يحترم المرأة 

أو علاقة صحية بينهم من الأساس؟ 


لا لا لن تجد فالعلاقة بنيت على المقارنة غير العادلة والتفضيل غير المبرر مع قوانين مدعومة اجتماعيا ، ورؤية اعلامية دافعة لإثبات هذه الصورة والرؤية. 


قتلت فتاة بكى الجميع لأجلها لأنهم سمعوا قصتها ، وتعرفوا على معاناتها التي ظهرت على السطح فأسمعت الجميع.  

ولكن كثير من الفتيات يقتلون كل يوم لم نسمع عنهم ، بعد ليس قتلا بمعنى قتل ، بل قتل نفسي ، بتر للطموح، قيود لا منطقية والكثير من الحواجز  غير المرئية 

 جميعنا نصنع قاتلا كأمهات وآباء ومربين إذا علمناهم أنك أيها الرجل أهم من اختك وأمك، وأن حياة اختك وأمك تحت سيطرتك وأن زوجتك هي الأَمة الأبدية لك، 

وجميعنا نصنع قاتلا عندما نعري الرجل من ذكر اسم امه أو الخروج معها أو الخجل من وجود اخته أو التحسس من ذكر اسم زوجته 

وجميعنا نصنع قاتلا عندما نرى أن ضرب الرجل لاخته أو زوجته او ابنته سلطة، وتخويفها قوة، وفرض سيطرته عليها رجولة. 

وعند كل ما صنعناه نحن لا نحتاج قانونا رادعا فحسب  بل نحتاج مؤسسة تربوية تعيد لنا تربية القيم والأدوار بشكل صحيح نفسيا 

لطفا بالقوارير

‏Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

ليست هناك تعليقات:

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...