الاثنين، 15 مارس 2021

داروا أموركم بالكتمان بقلم د. نادية الخالدي

 

أذكر ذلك اليوم جيدا ، عندما التقيت بإحدى النساء وهي ابنة ٣٩ من العمر تشكو لي عدم قدرتها على تحقيق نواياها 

التي لطالما حلمت بها طوال حياتها 

ورغم شغفها وذكائها وتقدمها العلمي وقوتها التي تتعرف عليها بمجرد جلوسها أمامك إلا إنني من الوهلة الأولى عرفت السبب ، واضح وسهل الاكتشاف دون أن أحتاج لتفاصيل أكثر منها ، كان كثرة حديثها عن نواياها ، ورغبتها الشديدة بها ، مسهبة بالشرح ومتعمقة بالتفاصيل مع سرد كامل للمشاعر المصاحبة للنية والرغبة. 

سألتها سؤالا : لماذا لم تنتهِ من البحث العلمي هذا؟ 

أجابت : لا أعلم لم أكمله 

طيب : لماذا لم تترقِ ؟ 

أجابت ؛ لا أعلم لا أحب عملي 

لماذا ولماذا والكثير من الإحابات التي تثبت أنها لم تسعَ لنواياها بقدر ما تحدثت بها .  فقد جهلت أنه كلما زاد تحدثنا عن الأمر صدقنا أننا أنجزناه ، وأنه موجود فلا حاجة لدافعية تدفعنا ولا تقدم نسعى له 

لذلك كان عنوان المقالة يدعو للكتمان وعدم التحدث 

عزيزي القاريء :

انو اقتناء منزل 

انو السفر للمكان الفلاني 

انو عمل هذا المشروع 

انو دراسة هذا التخصص 

انو جمع هذا المبلغ 

لا تخبر أحدا عن نواياك ، فالنوايا إن تكلمنا عنها يصدق العقل أنك حققتها ولن تنجز بها شيئا 

أصحاب النوايا صامتون ، تركيزهم عال وأهدافهم دقيقة 

وتفاصيلهم واضحة 

يعرفون متى وقت الكلام وأين هي لحظة التوقف ، ومن هو المعنى بالإفصاح ومن لا يمكن الإفصاح له 

ومتى يعلن ومتى يكتم ؟

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان "

 النوايا تكتب بالقلم وتتخيل بالعقل وتدار بالفعل 

لتتجلى بالواقع 

لذلك النوايا معادلة حسابية منطقية 

تحسب بالمقدار الدقيق وتعطي نتيجة مثالية 

لذلك افهم قانون النية جيدا 

الذي ينص على لا تخبر أحدا إلا من تثق بمساعدته ودعمه 

لا تؤجل العمل بل ابدأ فيه على الفور 

كن مرنا بالتغيير لتصل لما تصبو له 

افعل بهدوء وقلل الكلام 

تجنب المجالس التي تأخذ من وقتك الكثير 

وتذكر :

الناجح لا يتحدث كثيرا لأنه يعمل أكثر 

ولا يصاحب كثيرا لأنه قريب من نفسه أكثر

ولا يضيع وقته فوقته ثمين بشكل أكبر

الخميس، 4 مارس 2021

خالي الشهيد يوسف اليعقوب أستودعك الله

  خالي الشهيد يوسف اليعقوب أستودعك الله 


في منتصف شهر أغسطس-١٩٩٠ أذكر هذا الأمر  جيداً، كنت أتجول في شوارع الكويت أثناء الغزو العراقي، في يوم صيفي حار، مع جدتي المتوفاة سارة الطاهر التي كانت تطرق أبواب البيوت باحثة عن ابنها المفقود، تارة يخبرونها أنه بالسعودية، وتارة يخبرونها أنهم رأوه يصور ويوثق أحداث الغزو، وآخرين يجيبون بالنفي أنهم لا يعرفون عنه شيئا!


لم أكن وأنا ابنة الخامسة في ذاك الوقت أملك التصور الكافي لمشاعر جدتي، أو تلك الغصة التي سكنت جدي في محاولاته اليائسة لإيقاف زوجته عن البحث والتقصي، لتترك الأمر له ولأخوته ،ولكنها لم تكن تستجب.

لم أملك حينها ولحظتها استيعابا كافيا لما نحن فيه في تلك الفترة الزمنية، التي هي فترة الغزو العراقي.

كل ما كنت أفهمه أن يديها كانت باردتين، وأننا كنا نجلس بين الحين والآخر  لتبكي خوفا عليه، وتعود لتجمع شتات مشاعرها لتبحث عنه.

جندت الجميع في البحث عنه، وكانت هي الشخص الأكثر بحثا عنه، تسأل الجميع نفس الأسئلة وتحصل على نفس الإجابات، وتعيد نفس الأسئلة مرات ومرات، جلست تنتظره سنين لم تفرح بها بأي مناسبة، وكل مناسبة تحتوي ذكرى الغزو كانت توجعها أكثر،  فإبنها لم يكن أسيرا بشكل رسمي، ولا شهيدا بصورة حتمية، 

كان مفقوداً لا خبر عنه ولا أخبار تصل لها.

وفي رحلة الـ ٣١ سنة الطويلة التي عشتها مع جدتي وجدي، وحضرت وعشت وتعايشت مشاعرهم في انتظار ابنهم، توفاهم الله مودعين الحياة الدنيا بأمل مفقود. كانت السنة الماضية هي سنة فقداننا لجدي، وسبقته بخمس سنوات جدتي، وظهرت هذه السنة وفاة ولدهم، وكأن الألم يرفض أن يسقط الأمل من بريق أعينهم التي انتظرته كل هذه السنين، والأمل الذي كان بقلبهم كل لحظة وحين.

وكأن الألم خجل من وجعهم فترك سنوات طوالا تداوي الآلام عنهم.

رحمهم الله بعدم وصول رفاته في حياتهم، ورحمتهم السنين في أخذ مساحة التقبل والقبول اللازمة في تقبل أي فجيعة تحدث.

اليوم ٣-٣-٢٠٢١

{وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} آل عمران (169)


بكل فخر أزف لكم خبر استشهاد خالي، بطل الكويت  وجسور الموقف الصعب، ورجل الموقف الصعيب، الشهيد يوسف يعقوب محمد اليعقوب، الذي قدم روحه فداء للكويت الحبيبة، ودافع بجسارة عن بيت كل كويتي، اليوم ٣-٣-٢٠٢١ تلقينا خبر استشهاده، كان بطلا للتصدي ضد إهانة كرامتنا والتعدي على شرف كل منا، وسلب أرضنا وممتلكاتنا، وكما أنه شارك بشجاعته لصد كل ألم عنا، أنا  اليوم اشارككم  بطولته لنتشارك بالدعاء له، فيارب تقبله قبولا حسنا، وارزقه منزلة العليين، وأسكنه الفردوس الأعلى مع الأنبياء والصديقين والشهداء.


ابنة أختك نادية الخالدي

الثلاثاء، 2 مارس 2021

مقالة بعنوان (مجلس ما فيه نفس ثقيلة) بقلم د. نادية الخالدي

 

كم مرة جلست مع أشخاص غصصت بكلماتك معهم؟ 

كم مرة شعرت بالضيق من مجلس مليء بأشخاص يسببون لك الضيقة؟ 

كم مرة كثرت مجاملاتك لحد لم تحترم فيه حالك؟ 

وكم حال كاذب عشته في مجلس كان الجلوس فيه اضطراريا ؟

كل ما سبق 

(كان مجلسا فيه نفوس ثقيله) 

تأخذ من صحتك ومن عمرك ومن صدقك مع نفسك الكثير ، ولأن مجتمعاتنا فرضت علينا الجلوس في مجالس مزعجة بعض الشيء مملوءة بطاقات سلبية.. تحت مسمى( المعارف) .... ولأنه صار الحكم على الشخص بكثرة معارفه لا نوعية هذه المعارف،

صار الجميع يشبه الجميع في حبهم للمظاهر الكاذبة

والانشغال بلا شيء.. الذي قد يكون أبسط أشكاله: نوع لبس فلان وساعته ومقتنياته التي قد تزيد ثقله أو تخفف موازينه، وتفاصيل من يعرف ومن يصادق ومن معه على الدوام ، ولو نتعمق أكثر متنقلين في التدرج المتفاوت في التفاهة: مكان منزله ونوعية أثاثه ومن هم جيرانه وكيف يكسب وما نوعية السكن حكومي أم خاص؟ وأكثر وأتفه! حتى نستلم صك مسمى التافهين رسميا .

كل ذلك لأننا نجري خلف بعضنا دون وعي وتحت مظلة التقليد الأعمي والتبعية اللاشعورية. 

إن ثقل الأشخاص على نفسك يحدث نتيجة اختيارك لهم، والجلوس معهم حسب معايير لا يفهمها قلبك ولا يتفهمها عقلك ، لكن تجبرك عليها برمجتك الاجتماعية. 

قف مع نفسك الان ..

ماذا يحدث لو قلت أن فلانا صديق العائلة لا يمثل شخصيتي؟

ماذا لو ابتعدت عن ذلك الشخص صاحب الكلمات الجارحة وأنهيت الارتباط به؟

ماذا لو تركت نظرية (التبعية) لنظرية أجمل تدعى (أنا لا أمثل البقية)؟

لماذا لا تصادق الشخص لعلمه وفكره وتوافقة القلبي معك لا لسيارته وساعته ومنزله وعائلته؟

عزيزي القاريء...

التعرف على جميع أصناف البشر أمر مهم حتى تكون لك خبرة اجتماعية عن كل ما حولك ، لكن هذا لا يعني أبدا

أن يكونوا هم جزءا من حياتك أو كثيري الوجود فيها.

تذكر أن نفسك أهم من الجميع ، وأن البشر هم استثمار في حياتك، من حق نفسك عليك أن تعرف عواقب هذا الاستثمار وأرباحه وكيفية الوصول لأعظم ثرواته

متفاديا الخسائر بوصفة ذكية تدعى (الذكاء الاجتماعي) التي تنص على :

( كن موجودا حد الفقد عند من تحب ، وكن مفقودا عند الذي لا وجود لهم اصلا ، وقتك هو عمرك الزمني الذي يُكون حالتك النفسية وذكرياتك المستقبلية )

ولأن تطبيق القرارات أهم من القرارات ذاتها ،

خذ صورة معي الآن لجميع من هم في حياتك ، صفهم تصفية نفسية،

الذي يبعدك عن أخطائك ، والذي يجرك لها ، والذي يتعب نفسيتك ،والذي يداويها

من تريد ؟!

قف مع نفسك وقفة جادة تنقي حياتك من المتذمرين والتافهين والفشلة والحاسدين، واكتفِ بالرائعين الطموحين المحبين لك والمعطائين، وتصور نفسك معهم في قمة تجمعكم معا ، تستثمرون بها طاقات بعضكم البعض الإيجابية وتقومون تصرفات بعض.

احفظ هذه الصورة جيدا في قلبك وخزنها بذاكرتك واكتب تحتها:

كل مافي الأمر أن حقيقة نجاحك وراحتك في الحياة هو أن هذه العبارة تحققت : ( مجلس مافية نفس ثقيلة )

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

السبت، 20 فبراير 2021

كم سلوكا داخلك بقلم د. نادية الخالدي



أيهما افضل يا ترى أن تكون واقعيا حد الجدية… أم أن تكون حالماً حد الجنون….. أم تكون عنيدا حد الحدية …..أم تكون سلسا حد الاستغلالية ؟


ترى هل سألت نفسك يوما أي من مما سبق هو الأفضل لك ؟ بالطبع قد يكون الأفضل لك مختلفا عن الأفضل لي، إلا أن طرح السؤال هذا وترتيب كل ما سبق أمر يستحق التوقف النفسي مع أنفسنا أو بمعنى قريب أكثر يستحق التوقف النفسي لأنفسنا!


 


وبين التناغم الطبيعي الممزوج بنكهة الثقافات المختلفة السارية في دماء كل منا كان الطرح التالي هو أكثر عمقا لنا :

أن نكون أحد هذه الأشياء دون غيرها؟

نختار واحدة منهم‼️ من وضع قانون الاختيار هذا ؟؟‼️!

وعند كل تلك الأسئلة أجد أن جميعنا جميعهم ، وجميعهم يتأصل بنا حسب من هو في الموقف ليرى من نحن في ذلك الموقف وبأي شكل منا.

عزيزي القارئ إن فكرة أن الإنسان له احتمال واحد للسلوك هي فكرة وهمية مخادعة جدا ، فجميعنا رائعون مع من نحب، حازمون مع أولئك الذين لدينا خبرات سابقة ومزعجة بعض الشيء معهم ، وغير مبالين لبعض الظروف التي مللنا انتظار قدومها، أو مع أولئك الذين مللنا مسامحتهم وانتهت أرصدتهم الشعوورية ،وقد نكون عنيدين جدا عند الذين لا يروننا بصورتنا الحقيقية ، أو أولئك الذين يشككون في قدراتنا …. نعم لو نظر كل واحد يقرأ هذه الكلمات لنفسه لوجد نفسه في الكلمات السابقة هنا وهناك، لوجد نفسه مختلفا كل مرة باختلاف من أمامه، وماهي خبراته عن الحياة، لوجد نفسه مع الرائع كان رائعا، ومتكبرا مع ذلك المتكبر،  وبسيطا مع البسطاء، هذا إن كان الإنسان يطبق نظرية الاتزان وهي وضع الاحتمال الصحيح مع الأشخاص الذين يشبهون هذا الاحتمال الذي هو فيه  ، أما في حالة الإعاقة النفسية كما أسميها فإنك تكون احتمالا واحدا مع كل الأشخاص، هذا يعني أنك ستسمح لنفسك أن لا تتوافق مع استجاباتها الحقيقة فتعيش كذبة احتمال في ردات فعل كاذبة.


لذلك المرونةأمر مطلوب لنعيش حياة سوية، وإياك بالاقتناع أنك يجب أن تعيش عنيدا لأنك شخص عنيد، أو حالما لأنك شخص حالم، لا يوجد شخص في العالم نمطه واحد في كل حال وفي كل ظرف لذلك لا تقيد نفسك تحت حجة هذه شخصيتي!


كل شيء  في الحياة غير مستقر وغير ثابت، لذلك تعامل مع سلوكك كالصيدلية النفسية.


في كل حالة في الحياة الدواء مختلف والسلوك مختلف، يحكمه خبراتك ومن الذي أمامك وماهو رصيده عندك. وتأكد كل إنسان له رصيد عندك داخل تحت عنوان (الرحمة الإنسانية)

كن أنت واسمح لسلوكياتك المتقلبة أن تكون.



 Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

راحة البال دمرتني بقلم الدكتورة نادية الخالدي*

راحة البال دمرتني

بقلم الدكتورة نادية الخالدي*

ذات يوم دعوت الله براحة البال ، وجاءت أيام وليال ارتاح بالي فيها 
لا خطط يومية 
ولا أهداف أسعى لتحقيقها 
ولا تطلعات أنوي الوصول لها 
لا فكرة ستولد ولا أخرى في المخاض ولا عقل مستعد لتوليد الأفكار من الأصل 
لا شيء 
فراغ كامل متكامل التفريغ من كل شيء 
مر اليوم الأول بسعادة وبهجة 
لا أخفيكم سرا شعرت فيه بالحرية 
اقتنعت بتلك اللحظة بفكرة الراحة الأبدية 
لا أعرف من باعني الفكرة إلا أنني اشتريتها باقتناع لا محالة
مرت الكثير من الأيام تسحب بعضها بعضا 
يوم مليء بالنوم 
آخر مليء بالأكل 
والآخر مليء بالتسوق 
ناهيكم عن فخ النميمة وانخفاض الوعي والالتهاء بالتوافه 
ليصل الأمر لشهور بل امتد لسنوات 
حتى ثارت روحي علي رافضة، القمع الفكري والنمط الحياتي الذي لا يناسبها 
أذكر الوقت جيدا ، كانت الساعة مليئة بالكسل لا وقت مهم ولا دقائق تعد ولا ثوان تم الاعتراف بها بعد 
أفقت !
لأجد نفسي شخصا لا أعرفه 
 وجه شاحب 
بوزن  زائد .
لا متعة لحظية ولا رغبات حياتية
لا لهفة تدهشني ولا رغبة توقظني 

.يومي كأمسي ..وغدي لا يختلف عن الأمس 
لأعترف حينها أنني وقعت بفخ فكرة ردئية باعوني إياها. 
عزيزي القارئ
هل تعرف ماذا يعني أن تعيش مرتاح البال ؟ 
أن ترتاح من التفكير فلا تفكر بشيء ويهزمك كل شيء 

الوقت الطويل 

اليوم الممل 

 لا تحد للوقت 

لا إنجاز لحلم من أحلامك

ولا متعة للزمن في تفاصيل الإنجاز ومتعة النهايات 

تعني أن لا تفكر بمكافأة ذاتك فلم تعمل شيئا؟

ولاتفكر بكسب عيشك فعندك كل شيء 

ولا يهمك  إن تحقق أمر فكل شيء لديك 
تدمير ذاتي ونفسي ولا إضافة اجتماعية 
 
حتى أعادت هي تعريفها لي بعد رحلة اكتشاف طويلة لها 
لم أبذل بها شيئا سوى تبني تعريفها الخاطيء لأعيد تعرفيها من جديد 
تعريف يليق بها 
راحة البال لا تعني الفكر الخالي 
بل تعني القناعة 
لاتعني التوقف 
بل تعني الوقوف عند كل خط لتحديد مسار واتجاهه 

 تعني أن لا وجود للذة القلق بل تواجد للاتزان الفكري  
لا تعني الاستسلام بل تعني التسليم 


  عرفت معان كثيرة منها 

 فقررت تغيير دعائي يارب  تغيير للأفضل ولهفة التحقيق 
وحياة مليئة بالبهجة والدهشة والجمال  ورحلة عمر  مليئة بالتقدم والإبداع ، وراحة بال بقناعة لا مُقنعه 
ومحطات وقوف لا سنوات توقف

Twitter &instgram:@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 2 فبراير 2021

هل تنتقد نفسك ؟ د. نادية الخالدي


كم مرة سمعت صوتا داخلك يخبرك أنك لست كفؤا كفاية ؟ 

كم مرة حاولت إنجاز أعمال وصرخ عقلك بأنك غير جدير  بذلك كفاية ؟ 


كم صور لم تصورها لأنك لست جميلا كفاية؟ 

كم آراء حبستها داخلك لأنك مؤمن بأنك لست صاحب حجة كفاية ؟ 


كم مرة قررت إلقاء خطاب ووجدت حنجرتك تخونك بوضوح الصوت أو تناغم الكلمات ؟

عزيزي القارئ إن كانت إجاباتك نعم فمبروك أنت ناقد لنفسك 

فنقد النفس هو سلاح ذو حدين، النقد الإيجابي الذي يجعلك تتدارك الأخطاء وتقومها ،

والنقد السلبي الذي يجرك للتوقف عن أداء أي شيء خوفا من النتيجة .

وإن طرحنا سؤالا دقيقا من أين جاء هذا الأمر؟ 

سأجيبك جاء من تربية أم ناقدة أو بيئة تبحث عن العيوب ، فيزرعون داخلك عدوا لك يؤدي دوره الناقد عليك ، فيكون لك صوت يرافقك أينما ذهبت وعند أي عمل ستبدأ به وعند أي علاقة ستدخل بها. 

يهمس لك بفشلك الذريع به وبعدم قدرتك على تخطيه 

ولأن الانتباه أسلوب مهم لعلاج كل شيء 

انتبه لنفسك الآن 

وراجع أفكارك وصوتك الداخلي 

وقرر من اليوم 

أن تسمع هذا الصوت جيدا 

وتصحح مساره الناقد إلى مسار دافع للإنجاز 

كيف يكون ذلك؟ 

اسمع .... ناقش ..... غير (أنت غير قادر) إلى (أنت ستقوم بالعمل على أكمل وجه) ... مارس المراقبة والتغييير لمدة ١٤ يوم مع متابعة مختص يساعدك في بناء ذاتك من جديد 

وانتبه أنك الوحيد القادر على مساعدة نفسك من خلال الانتباه لما يحصل داخلها.

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الاثنين، 1 فبراير 2021

فلسفة العنف بقلم د. نادية الخالدي

 


( اللي يطقك طقه ) 

وإذا ربعك طقوك قول لنا ندز ربعنا يطقونهم 

واللي يسبك سبه 

واللي يلف عليك لف عليه 

واللي يطق هرن عاند ولا تتحرك 

أما اللي ياخذ موقفك اذبحه !!!!!

بين الفعل وردات الفعل ، الكثير من الأمور الجوهرية التي هي بدورها تشكل التكوين الكامل لشخصية الفرد النفسية والاجتماعية 

وبين مظاهر القوة المزيفة بطول اليد أو سلاطة اللسان 

يتشكل اللاوعي لدينا ولديهم ، وعندنا وعند الجميع،  

ولتحليل ما سبق ، حلق معي عزيزي القارئ : 

شخص اعتدى عليك لفظيا 

ما هي ردة فعلك ؟ 

١- الضرب 

٢- الاعتداء اللفظي كرد فعل للفعل 

٣- التجاهل 

ليست هذه القضية ، فهي سلوك جمعي تم تأسيسك بشكل مباشر وغير مباشر عليه 

ولكن السؤال الصحيح لماذا تصنع ردة فعل معادية ؟ 

لمجرد أن الفعل عدائي 

فهناك مهارات عديدة للتواصل تحول الفعل السلبي لردة فعل إيجابية ، عند استخدام ردة الفعل المناسبة حسب الموقف ومع طبيعة الشخص 

لذلك جرب أن تعتذر 

أن تبرر 

أن تشرح 

أن تأخذ بالخاطر 

أن تجد حلا وسطا للخلاف 

 آخر حل هو اللجوء للمساعدة من أصحاب الاختصاص، كالشرطة إن كنت بالشارع ، الاختصاص الاجتماعي والنفسي إن كنت بالمدرسة ، مختص اجتماعي أو نفسي إن كنت محتاجة 

ولأن تعلم مهارات التواصل وأنماط الشخصيات أمر مهم لفهم الناس والتعرف على طرق التعامل الملائمة لهم، 

فالانفعالي إياك تجاهله فلن يهدأ حتى يؤذيك لفظيا أو سلوكيا ، أما الهادئ فسينجرح من الداخل وستكسر قلبه، والذي يحب الثناء والمدح ستكسبه بالاعتذار والتبرير وهكذا. 

لذلك لكي نتخلص من العنف نحتاج أن نفهم أنفسنا ونتفهم الجميع ونُفهم الجميع سبب أفعالنا ونتفهم منهم ردود أفعالهم ، مع سن القوانين لكل من يعتدي على الآخرين بأي صورة من صور الاعتداء 

لذلك عزيزي القارئ 

لا تطق اللي يطقك بل لا تجعله يصل لهذه المرحلة معك 

ولا تسب  اللي يسبك بل لا تعطي مساحة للسب 

من الأصل 

في الشارع اترك مسافة كافية 

في العلاقات اترك مسافة أمان كافية 

وفي الحوار هناك مسافة كلام كافية  

وتذكر أن ١٠٪؜ هي أمور خارج سيطرتنا 

أما ٩٠٪؜ الباقية هي ردة فعلنا تجاه هذه الأمور

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...