انتقام فكري لقطعة سكر 

د. نادية الخالدي

مقالة لأميرة القمر (د.نادبة الخالدي)

  

لا أحب السكر ويزعجني طعمة جدا  

أهاجم وجودة …وتزعجني أشكاله  

لا أطيق حلاوته ولا تستهويني تفاصيله   

ليس هذا فحسب  

بل اشعر بإهانة كبيرة عندما تخلط القهوة والشاي بقطعة سكر  

هنا بدأ هجومي لقطعة السكر وهنا بدأ انتقامها  

لذلك سأبدأ بالجملة التالية بكامل اعتذاري لها  

قطعة من سكر علمتني درسا.)) 

هكذا استوقف نفسي ذات يوم عندما وجدتني لأول مره أضع سكرا للشاي في غير عاداتي الغذائية …. 

لأجدني انبهر من تلك القطعة، التي كانت أمامي طوال الوقت. ولم انتبه لمدى قوة الدرس الذي تطمح هي لتعلمني إياه ….. رغم إنني من ابطش   مهاجميها في قلمي فانا أرى أن الشاي يهان بقطعة سكر….  فهي تفقده شيء من اللاذاعة التي أحب تذوقها مع كل رشفة فكرية يشاركني بها كوب من الشاي 

إلا أن تلك اللحظة كانت مختلفة، لم تكن قطعة السكر هي تلك التي أهاجمها، وكأنها كانت تعلمني درس في فن الاحترام لكل جمال في العالم وان لم يرق لي 

وضعتها في الشاي وكانت صلبة جدا، أدرتها بهدوء منتظرة ذوبانها الذي استغرق وقتا … سرقني عن كل فكرة كانت بداخلي تلك اللحظة لاجتمع أنا معها بكامل تركيزي 

لتجبني عن الموضوع الذي كنت أركز به وألهتني عنه لألهى به في تلك اللحظة، ألا وهو كيف نقضي على الأفكار التي تضايقنا؟ 

لربما كانت الإجابة التي سأخرجها هي أن تقطع عملية التفكير بها، ألا أن قطعة السكر تلك علمتنا أن القطع يؤدي لخسائر شكلية وتناثر مزعج أو نتائج غير متوقعه 

أما الذوبان فهو امر مختلف جدا هو يجعل الأمور تعود الى اللامكان من حيث أتت أي من حيث اللامكان 

تعود بهدوء إلى حالة أخرى لها قيمة جمالية تدعى اللذة 

وعند سرحاني بكيميائية الذوبان تلك 

أصدرت قانون جديد للتعامل مع الأفكار مختلف عن كل قوانين الأفكار السابقة ألا وهو قانو الذوبان الذي ينص على

 

       1-      كرر الفكرة التي تؤذيك وتزعجك مثلا ( أنا فاشلة ) 

2. اسأل نفسك  لماذا افكر بهذه الفكرة ؟ 

3. اسأل نفسك؟ مالذي تحدثه هذه الفكرة في حياتي 

4. لاحظ تأثير الفكرة في حياتك 

5. كرر أنا فاشلة وراضية عن كل التجارب الفاشلة في حياتي 

6. كرر اسمح للفشل أن يترك خبراته ويغادر بهدوء وركز على منطقة قلبك 

7. تخيل أن الفشل يبدا بالذوبان ليتحول لخبرة ويرجى ان تأخذ وقتك في التخيل 

8. كرر أنا استحق أن أكون ناجح 

9. النجاح يعرف طريقي جيدا 

اعمل تمرين الذوبان السابق وبعدها ستمتن لقطعة السكر التي حملت  رسالة الذوبان المهمة جدا في حياتنا 

وكان ذلك  أجمل انتقام هادئ علمني درس في حياتي 

 

د. نادية الخالدي  

انستقرام :@NADIAALKHALDI 

SNAPSHAT:DRNADIAALKHALDI 

TWITTER:NADIA-ALKHALDI 

مقالة لأميرة القمر (د.نادية الخالدي)

هكذا يثق الأعمى من الظلام
بقلم د. نادية الخالدي (أميرة القمر ) 



تُرى هل الظلمة هي السواد كما علمونا ،او النور هو الشعاع المضي كما تعلمنا ؟
سؤال اشغلني عندما وجدت ان الظلمة قد تكون نور ساطع ،
وان النور قد يكون ظلام دامس ولا يخضع هذان الامرين لمفاهيمهم المجردة ابداً
فنحن قد نرى اعمى يسير بثقة، ويتحدث بطلاقة ،ويدرس ويتعلم،
وكأنه بصير يبصر كل شيء وهولا يرى شيء ،
ونرى في المنعطف الآخر ، بصير يخاف الإقدام لأي شيء خوفاً من حصول شيء ،
 يتردد في الحديث ، يرتبك في الخطوات خجلاً ،وكأنه أعمى وهو بصير .
وعند منعطف التساؤل بين الرؤية الأولى والثانية نسأل أنفسنا ؟
هل الظلام يعني الثقة والأمان والاستقرار ؟
وهل النور يعني الخوف والتردد والخجل وزعزعة الثقة ؟
تُرى من أين استمد الاعمى الثقة وأين فقد تلك الثقة البصير ؟
أسئلة تحتاج التوقف قبل التمعن بها، فالوقوف انتباه، والتمعن تحليل ما انتبهنا له،
 وها نحن نقف ونتمعن
وكما طرحنا  سابقا وحللنا وسنطرح قادماً ونؤكد دائما ً،
أن الذات هي صاحبة الكلمة الأولى لكل سلوك نؤديه بوعي منا او بلا وعي
فيكون التمعن هنا وقفة وقفناها تشرح ان الذات تحتاج شيء يملكه الاعمى ويفقده البصير،
 وهي البصيرة، التي افسرها انا كمختصة بعلم النفس ،
هي ان تبصر لعالمك دون ان تكترث لحقيقة العالم الخارجي،
 طالما هناك حقيقة داخلك ترشدك ان كل ما في ذلك العالم يطبق
وينفذ ما تريده انت ،وما تبصره انت، وما تشعره انت .
وهذا هو المنعطف الفاصل بين الأعمى والبصير فأعمى كل تركيزه على ذاته الداخلية
وعلى تخيلاته وعلى مشاعره ،لذلك تجده قوي بالحدس ، بصير في الحركة ، لحد الذهول .
الاعمى يعرف ان يبصر حقيقة الأشياء اكثر من البصير ذاته، لأنه يعلم قوانين الحدود
ويعرف متى يتحرك ؟وكيف يقف ؟، يعرف أي درجة يصعد ،بالتأكيد يحتاج

وسيلة مساعدة الا ان المغزى هنا انه منتبه على الدوام، لأن لا وسيلة منقذه له سوى الانتباه .
اما البصير فهو معتمد على كل شيء حوله،
 كل الظروف تتحكم في طقسه الشعوري ان شاهد جميل ابتسم ،وان شاهد قبيح ضاق ،
دون ان يكلف ذاته بان يصنع له عينان ترى انعكاسها  دون الاكتراث بالأمكنة ...
عزيز المبصر الانتباه والتركيز هو مفتاح البصيرة لذلك يثق الأعمى بالظلام .
.