الأحد، 7 مايو 2017


قليل من الضياع  يكيفك !
بقلم د.نادية الخالدي 
مقالة لأميرة القمر (د.نادبة الخالدي)


تقلبات الحياة المفاجأة تجعل البعض منا يفقد بوصلته الحياتية, تختلف أشكال الإتجاهات المفقودة قد يكون إتجاه  نفسي أو دراسي أو اجتماعي , اجتمعت أو تفرقت على حده,  إلا أنها تصب في وادي ضياع مليء بالضباب الفكري والبعثرة الشعورية ....تقودنا الى حالة من الخوف , تكتم أنفاسنا ,فتقيد الحرية  النفسية و الواقع برهبة مرعبة من المستقبل المنتظر.

 الملاذ  الوحيد في هذه الحالة هو التوتر , الضائع بين الإحصائيات المخيفة للناجحين, فتجد نفسك رقما تافها بينهم ,وبين الإنكماشات الإنجازية التي  تجد نفسك قزما أمام عظمائه .

صديقك الوحيد هنا هو اليأس ... الذي شكل لك  شلل فكري وحسي ,أدى بك لتمنى أن تكون لا شيء ,في وسط عالم مخيف مليء بالأشياء الناطقة والمنجزة سواك .

بالطبع لن أخبرك عن مستوى التخبطات التي ستخوضها ... ربما سنوات من الفشل في تخصص ما أو ربما تكرار حالات طلاق أو ربما خسارة في  مشاريع انجاز

تبدأ  رحلة الضياع بعدها .... الجميع يرى الضياع مقياس يقاس به فشل الشخص من عدمه إلا انني أجد أن الضياع هو الفرصة الثمينه التي تسخر لنا لنجد شيء ثمين في الحياة يدعى نحن

أخبرني كيف تعرف ثمن ما تحب إن لم  تخسره؟ وأخبرني كيف تقدر قيمة الأشياء دون استشعار فقدانها ؟لذا لن تعرف قيمة نفسك حتى تضيع ....

ربما أجد الآن علامة تعجب كبيرة تخرج من عينين الجميع  باستفهام يحتاج تعليل منطقي لما أطرح

بالطبع من حق الجميع التعجب ومن واجبي أن أجيب اجابة تعليلية سليمة  تفسر ذلك

نحن لم نتعلم من نكون من الداخل تعلمنا فقط ماذا يجب أن نكون في الخارج ...  لم نختار أصدقائنا على وفق نمطي شخصي  يشعرنا بالسعادة  لم نتعلم كيف نبدع فيما نحب  فنحن لا نعلم ما نحب أصلا !!!!!... لم نتعلم كيف نختار  تخصصاتنا!!!! ولالماذا نختارها!!!  نفكر فقط بنظرة الجميع لما سنتخصص به  فنجد الجميع يريد أن يكون أطباء ومهندسين ومحامين حتى يتفاخروا أمام الناس فقط.... لو كانت الحياة هكذا اذا لما لا تقتصر الوظائف على هذه التخصصات فقط فالجميع يريد الأفضل شكليا... .. لا الأفضل نفسيا فقيمة أن كل منا مسخر لما خلق من أجله تكاد أن تكون  دليل غير محبب لدى  من يفضل بعض التخصصات التي يراها البعض غير مهمة كالزراعة أو الرسم أو الطبخ مثلا  ... كيف يتحقق التوازن البشري بين نقاط الإبداع المتباينه بين البشر إذن!!! ....  عند هذا المعنى  أجزم أن المجتمع العربي  نصفة ضائع  ....  والنصف الآخر   يقيم الضائعين في النصف الأول  فتضيع  الحياة بين مُعتل ومُشخص  ويبقى العلاج عقيم.  بالطبع الضائع الأكبر فيه الجميع كل مع نفسة ,ثم الكل مع المجتمع .

هنا تبدأ التصنيفات البشرية في الظهور ,وفقا لحب الذات والرغبة في الحياة الناجحة ,فنجد البعض  يستمر في الضياع متحججا بالنصيب, فتختل المراكز والتخصصات نتيجة لغياب الإبداع والرغبة المحبة  للعمل نفسه ,وينحدر المستوى العملي في كافة المجالات ...أما الآخريجعل من الضياع  بداية قصة نجاح جديده ,فيرسم من تخبطاته بوصلة جديدة, وخريطة محددة الملامح ,فهو الآن وصل لمرحلة نفسية عالية أتقن  معرفة مفاهيم التشويش والأماكن التي لا تناسب فكره وطموحه فقام بتحديد الطريق السالك ,لما يريد ,وفصل الطريق الوعر من خلال خبرة تجريبية خاضها , وصولا للصحوة بعد  الضياع  فينجح محبا لعمله فيرتقي ما يعمله لأعلى ... الملخص الوحيد هنا( لا تحزن في الضياع فدروسة كثيرة أهمها أنك ستصل لما تهواه حقا في تخبطات التجربة والخطأ وصولا للاستنتاج  وكن فخورا إن ضعت يوما فهناك فرق شاسع بين التسليم والإستسلام )

 


  د. نادية الخالدي  
انستقرام :@NADIAALKHALDI 
SNAPSHAT:DRNADIAALKHALDI 
TWITTER:NADIA-ALKHALDI 



 

 

 

ليست هناك تعليقات:

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...