السبت، 2 يناير 2021

وداعا لسنة البصيرة د. نادية الخالدي

وداعا لسنة البصيرة  

د. نادية الخالدي  

٢٠٢٠ لم تكن بداية عشرينية فحسب 

بل كانت بداية مجهرية لحقيقة نفسية تخص كل فرد من الداخل وتخص كل فرد في مجتمعه القريب وتخص كل فرد مع مجتمع وأفراد لا يعرف عنهم بالعالم 

لأول مرة تكون مسؤولية الفرد عامة وخاصة في الوقت نفسه وبتعريف مغاير لما اعتدنا عليه 

ففي معارفنا ودائرتها المعرفية كنا مسؤولين عن أنفسنا ومجتمعاتنا ومن نعرف أما ٢٠٢٠ جعلتنا مسؤولين حتى عن مجتمعات لم نعرفها ولم نزرها ولم نتعرف عليها 

كل فرد بالكرة الأرضية عليه مسؤولية البقية وحمايتهم تقع على عاتقه ، وتبدأ من مسؤوليته مع نفسه من تحقيق التباعد وأخذ الاحتياطات. والعزل في حال الضرورة ، فعدم مبالاة رجل في قارة حبس رجلا في قارة أخرى أياما وأسابيع في بيته ، وعطل أعمال رجل آخر في قارة أخرى 

لذلك لو أطلق على ٢٠٢٠ اسما لكانت سنة البصيرة 

كشفت لنا كل جوانب ضعفنا 

وعرفنا نقاط القصور في حياتنا 

تعرفنا على أنفسنا 

مقتنياتنا

حتى أقاربنا والمقربين منا تعرفنا عليهم من جديد وعن قرب 

رجعت جميع الأمور لترتيبها الفعلي أنت أولا ثم مكانك يجب أن يكون مريحا وصالحا لراحتك النفسية وعلاقتك مع نفسك والاستثمار الذاتي مع الذات ثم علاقتك مع الناس وأهلك والمقربين منك 


٢٠٢٠ كشفت لنا ما نحب وما لا نحب 

ما نرغب وما لا نرغب 

ما نود وما هي حقيقتنا 

قدمت لنا أنفسنا مكشوفة ، معزولة من كل الملهيات ومناطق الهروب في الحياة 

سنه لا هروب منها من الذات او الحياة او الاسره 

سنه لا ملهيات فيها سوى قدرة الفرد على صنع جوه الخاص ومتعته الخاصة 

سنة لا قوة ولا عزم فيها سوى قوتك الداخلية والنفسية 

سنة علمتنا أن الأزمات حتمية في الحياة والناجح من يتخطى الأزمة لا من يخفق فيها 

سنة علمتنا أن كل شي يتغير بيوم ولحظة 

سنة علمتنا أن العلاقات لا تحتاج تواجدا بل تحتاج وجودا

سنة علمتنا أن العالم يدار في البيت وكل عمل تتقنه وأنت بمكانك 

سنة علمتنا أن الإنسانية مشاعر جمعية ومشتركة بين الجميع 

سنة علمتنا أن المسؤلية تقع على عاتق الجميع 

سنة علمتنا الكثير 

لذلك اكتب اليوم ماذا تعلمت من ٢٠٢٠ لأنك إن لم تتعلم بها لن تتعلم بسهولة بعدها 

فهي ثرية بالخبرات ، مفعمة بالتناقضات ، مليئة بالوضوح ، وصادقة مع الذات 

شكرا ٢٠٢٠ علمتنا الكثير 

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2020

فلسفة اللامعلوم بقلم د. نادية الخالدي

فلسفة اللامعلوم 

بقلم د. نادية الخالدي


هل سمعت يوما بكلام كامل ومتكامل ومتناسق ومتناغم وخال من المعلومات الدقيقة ؟

هل حضرت دورات وورشات وخطابات بالساعات وخرجت منها لم تفهم شيئا ؟ 

كم لقاء حضرته لأمر وانتهى ولم تصل لإجابة حقيقية لما ذهبت له ؟

إنها فلسفة اللامعلوم ، فلسفة يتقنها الكثير بذكاء وقد يتقنها البعض بالفطرة

وهي إيصال المعلومات بلا معلومات مع الوصول للأهداف كافة 

أي أنك تريد أن تتحدث عن موضوع على سبيل المثال :  الطلاق 

 الموضوع واضح ودقيق 

تسمع أحدهم يتحدث عن الطلاق ، في كل مرة يكلمك عن الطلاق ولا يعطيك حلا أو آلية أو توجيه أو حتى إرشاد  للتخلص منه 

هو في كل مره يصل لهدفه وهو الاهتمام وتسليط الضوء على الموضوع المراد تسليط الضوء عليه 

لماذا تستخدم هذه الفلسفة ؟ حتى يتم اللجوء للشخص والبحث عن حلول عنده بشكل دائم 

وحتى يصل الشخص للقوة عن طريق الغموض 

فإعطاء الوصفات يبطل الآثار في كل شيء 

وفي أي شي 

لذلك يستخدم الكثير من القادة أسلوب اللامعلوم ، أي معلومات مكررة بطريقة منمقة لا حلول فيها وهي مجرد أداء دور في عرض المعلومة أو توضيحها أو سردها .

 السؤال الآن : متى نستخدم هذه الفلسفة؟ 

تستخدم بالتالي : 

١- عندما تريد أن تكون موقف قوة 

٢- عندما يكون الأمر يحتاج السرية 

٣- عندما لا تريد الناس أن يعرفوا كيف تفكر وما هي خططك 

٤- مع الشركات والمنافسين 

وفي أمور كثيرة وعميقة مرتبطة جميعها بالسرية. 

يبقى السؤال الأخير : كيف أتعلمها؟ 

يعلمك إياها المختصون فهي نوع من أنواع الذكاءات المكتسبة والمتعلمة

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2020

الخلطة السرية لزواج فاشل د. نادية الخالدي

           الخلطة السرية لزواج فاشل 

   د. نادية الخالدي

    سأبدأ الخلطة بإحدى مقولاتي ( نحن نشبع فنجوع ثم نجوع لنشبع فنمشي بذلك في المقلوب ).                                                                عند خط المفاهيم المقلوبة ألتقي بكم بسؤال سألته لشريحة كبيرة من الشباب والفتيات، وبين معنى المقلوب والمعكوس ،وجدت كلماتي كحال إجاباتهم التي لو مثلتها بلوحة لكانت الرجل فوق والرأس بالأسفل هكذا كنت أراهم ...بعيدا عن الإطالة في وصف ذلك إليكم الحدث : عزيزتي ماهي مواصفات شريك حياتك ؟

( غني -مركز -دكتور_يسفرني كل مكان - مهووس بالماركات _سيارته بنتلي )  

أضاءت في وجهي علامات حمراء مستفهمة الاجابة!

ولإن القياس التوازني للفكر يتطلب ميزان العقلين الرجل والمرأة أعدت نفس السؤال على شريحة كبيرة من الشباب كانت الإجابة ( جميلة _عندها فلوس _رايحة الحج_موظفة ومعاشها قوي ) إجابة أعظم في خطأ الفهم عن سابقتها .....لوهلة تبعثرت وتناثرت، وتجمعت... أيعقل أن يفكر المرء في مؤسسة ضخمة كالزواج بما فيها فكرتها وأسلوب عملها والقائمين عليها ونسبة الأرباح والخسائر يترك كل ذلك ويخبرني أنه يريد كرسي الإدارة لونه بني ،وأثاث مكتبه باللون الأبيض، وفازة في غرفة الاجتماعات ، وقهوة يشربها على المكتب كل صباح ....أي يطمح لتأسيس مؤسسة من ورق لا حياة فيها سوى صور مليئة بالديكورات والألوان تبهر المتفرج فقط،  ومصيرها حائط أصم ولوحة صامتة زوجية تدق بمسمار في زوايا إحدى الغرف وينتهي الأمر ....إن أعظم كذبة يكذبها المرء على نفسه أن يتجاهل مشاعره ورغباته الحقيقية تجاه شريك الحياة ويهتم بحاجاته التي تختفي عند الإشباع ويبدأ عندها الرجوع لنقطة الصفر ، فبعد دخول المؤسسة الجميلة بمظهرها سترى مشاكل في الإدارة وكلما زادت المشاكل زادت صور الكره والبغض لكل ماهو جميل فالجمال هنا وهمي لا أسس له سوى التفاخر ...يبقى شيء داخلي مفقود سيبحث عنه طوال حياته وهو ماذا يشعر مع هذا الشريك؟ كيف سيتحدث معه؟ كيف سيضحك من قلبه؟ كيف سيشعر بالأمان العاطفي؟ كيف سيراه؟ هل سينجب أبناء كانعكاس جميل لعلاقة صحية؟ أم مخرجات صفقة بلا حس ولا مشاعر مجرد أرباح مادية ثم ينتهي الأمر بانفصال مشاعري او اعتياد خانق كاعتياد وجود أي شخص تراه يوميا أو الانفصال الفعلي ......عند كل هذه الكوارث وقبل حدوثها عزيزي الشاب عزيزتي الفتاة،، قبل أن تحيطوا أنفسكم بقدر حديدي ،وأفكار مُعلبة ومعتقدات بمقادير وهمية. ...اسمعوا صوت قلوبكم...اختاروا الشخص الذي يسعدكم حقاً لا أعني بذلك إهمال الجوانب الأخرى... ما أعنيه إعادة ترتيب الأولويات التي تبدأ بالقبول الشعوري للشخص والأمان النفسي معه ثم باقي الأشياء ...أشعلوا وقود الرغبة لمن تحبون أن يشارككم حياتكم، ضعوا مقادير الحاجات النفسية بشكل دقيق ...افهموا كيف تنسجم الأرواح... ثم ضعوا المقادير الحياتية كنكهة نهائية لتكون الخلطة ناجحة وممتعة.. وسعيدة ..تبدأ بالتدرج من الداخل للخارج تدرجا آمنا وصحيحا ....دون ذلك اكتفوا بالخارج وهذا قراركم الذي يمكن وصفه كوضع لحمة نية بشكل جميل وجذاب تنتهي بك لألم في المعدة..تعطيك خبرة تسجلها بعد ذلك كخلطة سرية لفشل صنعته أنت بنفسك!

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi          

السبت، 14 نوفمبر 2020

هل تسامح ؟ د. نادية الخالدي

 

أنت عملت هذا الموقف ؟ طيب تغيرت ؟ لا أنت ضايقتني ؟ طيب تغيرت ، أنت ما تتغير ، طيب تغيرت 

 هل نتغير فعلا ؟ 

سؤال مهم يجب أن نتوقف عنده ، هل من سبب لنا جرحا أو شرخا عاطفيا قد يتغير وهل عندما يتغير سنتمكن من مسامحته ؟ هل المشاعر التي تلوثت قد تعود صالحة للاستخدام ؟ أسئلة كُثر  أُسأل بها يوميا ،

 الجميع يبحث عن الإجابة في رأي مختص أو رأي حكيم 

والإجابة الحقيقية والفعلية موجودة داخله  

فالتسامح مركب قوة كبير يبحر في منعطفات الخلافات ويتعرض لعواصف النزاعات وقد يتحطم  عند حده الآراء 

إلا أن كل ما سبق عوامل تؤثر بالمركب الذي هو التسامح لكن لا تؤثر بالقبطان الذي هو أنت ، أنت من تعرف وجهتك وتعرف قراءة طريقك في الحياة ، الفرص الثانية جميلة مع الحذر وأخذ العبرة من الفرصة الأولى الضائعة ، من جاءك مدعيا التغيير لاحظ سلوكه ومشاعره وانفعالاته ، إن وجدتها قد ناسبتك باستعدادك النفسي وقدرتك الانفعالية وقبولك الإنساني فسامح وافصح وابدأ من جديد 

أما إذا كنت غير مستعد لتقبل تغييره فأرجوك لا تقسو على شخص رغب بالتغيير وأقفلت أبواب الحياة بوجهه واتهمته بشي تاب هو منه وقيدته أنت به للأبد 

كن راقيا مع أولئك الذين لديهم استعداد لتصليح مساراتهم للتغيير لبداية جديدة 

فعندما نقفل بابا واحدا أمامهم قد يعودوا أسوأ من قبل 

وقد لا تتأثر أنت ولكن سيتأثر أحد غيرك سينقل الأثر لك 

لنكن متسامحين بحذر 

وعافين عند المقدرة

الأحد، 25 أكتوبر 2020

الحسد التبرير المقبول دائما بقلم د. نادية الخالدي


"إحنا محسودين 

كل الناس حاطة عينها علينا

ما نترقع ، كل الناس يسوون كل شيء إلا إحنا إن سوينا صكونا عين 

مو قلنا لكم لا تحطون صور عيالكم يحسدونهم ؟

كرهت روحي فجأة لأن حسدوني"

كم مرة سمعت هذه العبارات في حياتك ؟ 

كم مرة ناقشت عقلا يؤمن أن كل ما حصل له بسبب الحسد ؟

كم شخصا فشل بزواج أو وظيفة أو مشروع وبرر الأمر بالحسد ؟

أفضل مبرر وأكثرها إقناعا هو مبرر الحسد  

أنا لا أنفي وجوده

نعم ، الحسد أمر موجود ومذكور في القرآن ونعرفه جميعنا ونراه حولنا دون الحاجة لنظارة نفسية أو تركيز عقلي ، إلا أنه موجود كصفة مذمومة وليس كقوة خارقة ، تعطل حياتنا وتوقف نشاطاتنا وتؤخر زواجاتنا وتقف أمام نجاحاتنا ،  فنقف مستسلمين له خائفين منه ، متجاهلين أو متناسين أن الحسد لا يقتلك بل يقتل صاحبه ولا يؤذيك بل يؤذي صاحبه ولا يحطمك ولا يعرقل حياتك إنما يعرقل حياة صاحبه. 

وبينما هو يؤذي صاحبه ما علاقتك أنت بالأذية ؟!  لماذا تدخل القصة مع الحاسد وتعيش دور الضحية ؟

لماذا تؤمن بنظرية المؤامرة عليك ؟

لماذا تشك في كل من حولك 

أو تسيء الظن بالكثير ؟

  يذكرني الناس المؤمنون بأن حسد الآخرين لهم سيهدم حياتهم  بأعراض  اضطراب  البانورايا التي بعضا منها ( كل البشر يكرهونني - يتجسسون علي- يراقبونني - يستخدمون معلومات عني ضدي - ينوون لي الشر ) تخيلات وهمية  وتفسيرات غير منطقية للمواقف والأحداث والأشخاص  يعانيها المصاب بهذا الاضطراب وتتشابه كثيرا مع من يعانون من الحسد عمق رسالة هذه المشاعر. هو أنت مهم ، أنت الأفضل وسبب حدوث هذه المشاعر هو الشعور بالنقص  وعدم الأهمية في الطفوله. 

  نمت وكبرت وصارت رغبه شريره في زوال النعم من أصحابها 

كما ان صاحب هذه الرغبه يعتقد ويؤمن أنه هو الأحق بالنعم من غيره  

 هذا الحاسد   

أما المحسود فحكايته مختلفة  ، فهو يظن انه امتلك بعد وقوعه بالحسد  صك الإعفاء من مسؤولياته  

ومن قدرته على تصليح الأخطاء 

أو من وعيه على حاجته للمساعده من مختص 

أومن قدرته على اتخاذ القرار 

 وبين الحاسد والمحسود جمهور من تضخيم قوة الحسد للمحسود ليسلبوا ارادته للتغيير  او تضحيم الأنا عند الحاسد لزياده غله وحسده أكثر. كل ذلك  تحت مفهوم ( الوعي الجمعي ) 

متجاهلين قوة الحمد والشكر والايمان في تنظيف القلوب وتنقيه المشاعر 

فوصفة زوال الحسد تكمن في الحمد والشكر واستشعار النعم 

فلو جربت كل يوم وانصحك بهذه التحربه 

ان تكتب ١٠ نعم تحمد الله عليها يوميا  

لارتفع مفهوم استشعار النعم لديك 

ثم اكتب  ما ترغبه وتحسد الآخرين عليه 

ثم قدم  لنفسك حلول كيف تصل لما هم وصلوا إليه وتتعلم منهم مع تمني لهم حياة سعيده  ونعم متزايده 

هذا التمرين ليس سهل بالتطبيق لكنه فعال 

جرب تطبيقة لمده شهر 

سيتغير فيك الكثير 

وأخيراً 

عزيزي اقرأ هذه المقالة جيدا  

لأنك ستعرف بها أن 

لا شيء عندك أفضل من الآخرين فالناقص عندك زائد عند الناس والزائد عندهم ناقص  

امتن بما عندك ، تقرب من الله ، عدد نعمك واشكر الله عليها يوميا. وإن اشتهيت نعمة موجودة عند غيرك اجتهد واجعلها دافعا للوصول مع دعاء لله سبحانه بأن يسخر لك الظروف لتسخيرها وتجليها في حياتك 

وإياك إياك ثم إياك أن تصدق أن الحسد سيجعلك ضحية

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi





‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldiع

الاثنين، 5 أكتوبر 2020

جرعة زائدة من الفشل بقلم دكتوره نادية الخالدي

 

بعض الأشخاص يظنون أن ثبات الأحوال هو معيار نجاحهم، وهم الشخصيات الساذجة، وآخرون يظنون أن سوء الأحوال دليل القوة، فيجذبون المزيد من الظلم والقهر،  ويدعون بالمتشائمين  ، وغيرهم يظنون أن الحزن هو الحياة وهؤلاء هم المكتئبون ،وأكثرهم ضرراً، أولئك  المتفائلون حد التفاؤل المرضي ،فيظنون أن النار تتحول لماء  فيحترقون ، ويظنون أن السكين لا تقطع فيفقدون أصابعهم ، وأن العمر لن ينتهي فيظنون أنهم مخلدون ، وأؤلئك من يحتاج وصفة تحذيرية ، فالتفاؤل إرشادات عامة ،لا صلة له بسوء الاستخدام ، فوجود الدواء لا يعني الشفاء ، سر الشفاء يكون في كيفية استخدامه ، وعند الكيف يجب أن تقف كثيراً ، تقف دائماً ، تقف مدة طويلة ، 

لتعرف أيهم أنت ... ؟

وقبل الاكتشاف ،عليك فهم التفسير 

إن أهم حقائق الحياة أن الناجحين هم أكثر الأشخاص غرابة أطوار في  شخصياتهم،فالثبات عندهم معدوم ، والتغيير في السلوك والاتجاهات لبلوغ الغايات ، يحمل كل الألوان في تصوراتهم ... لذلك تجدهم مُختلفين في كل محاولة، حتى لا يصلوا للنتيجة ذاتها ، كما أنهم متفائلون حد التشاؤم ، فالأولى لينجحوا ، والثانية خرائط للغايات ذاتها تٓقيهم  من العثرات ، فتتساوى الخطط وبدائلها ليتزنوا ، هؤلاء الأقلية يحملون خيالا واسعا، نكهاته واقعية، بعيدة عن الأوهام .... يفهمون جيداً، معادلات الكم والكيف، وقيمة الكل والجزء ,،، ويعرفون جيداً أن وجود العناصر لا يعني اكتمالها ، إنما العبرة في العلاقة بين هذه العناصر ،، لذلك يصبحون عظماء ،يذكرهم التاريخ ويمجدهم الزمن .... فيأتي بعدهم حشود من أجيال تابعة لمورثات سابقة ، يتمسكون بما كان عليه عظماؤهم ، يرفضون التجديد ويخافون التغيير ، وكلما فقدوا ركيزة أساسية في حياتهم ، قالوا لعله خير , حتى يفقدوا كل الأشياء , فيتسلحون بمسكن الفشل المؤقت وهو الصبر ، الساخر هنا... أنهم يعتقدون أن ما هم عليه ليس نتاج ما صنعوه، بل خارج عن سيطرتهم وخارق لقواهم ، يكتفون بحلم هارب يلجؤون إليه لحظة النوم ،لينسوا واقعهم المظلم ، فيتفاؤلون بالأحلام ويتفاؤلون بتكرار التجارب ذاتها , بنفس الفريق , بالخطط والمعطيات ذاتها،  ويتمنون نتيجة أخرى ، متسلحين بقانون التفاؤل العقيم ، الذي شوهوا قيمته ، وأخفوا عري أفعالهم تحت ردائه ، فيتخلفون أكثر وأكثر ، مستمرين في التحدث عن قيمته كقصة وهمية يتمنون حدوثها ... فلا يصلون إلا للوهم، ولا يعرفون أين سبل الحقيقة ،فيموتون مدمنون للكلمات المتفائلة الخالية من التطبيق ... فينتهي الأمر بهم بجملة : (حاولنا مرارا ولم نصل ) 

عزيزي المتفائل نفسياً، والمتخاذل حركيا ، أنت مكتئب ،لأنك  لا تعرف من التفاؤل سوى حروفه ، التفاؤل هو وقت  تكرسه ،  قوانين كونية تحتاج الفهم ،عمل تؤديه ، خطط بديلة ، واقعية الأداء ، صحة في المفاهيم , كرات وكرات وكرات عملية ونظرية ، تسعى للسلام الداخلي لا الاستسلام البدني ،  هنا ستحقق ما تمنيت ، أما هناك في مكانك الذي تشكيه , مسجون بين السطور تخاف من الخروج خارج حدود الحروف ,,, أسير محاولات التكرار المنطقية النتائج، تُصر على الاستمرار بتكرار التجربة ذاتها ،كنوع من التفاؤل ... اخبرك هنا،قف عزيزي الطموح!!! يموت الإنجاز، من إدمان الأخطاء المكررة، بجرعة زائدة من التفاؤل!

الأحد، 4 أكتوبر 2020

إسلوب الضغط والإنفجار السلوكي د. نادية الخالدي


كم شخصا راهنت على حبه لك وخسرته ؟

وكم شخصا وثقت من عدم تخليه عنك وتركك ؟

وكم شخصا كان الأقرب لك فصار الأبعد ؟

إن سياسة الضغط الفكري أو النفسي على الآخرين 

يجعلك في كل منعطف في علاقتك معهم تخسر شيئا منهم حتى تخسرهم هم بأنفسهم ،  والسبب هو أنك ضغطت على هذا الشخص نفسيا حدّ عدم تحمله وحدّ عدم قدرته وحدّا يفوق حدوده 

لذلك تجده ينسحب 

أو يتحاشاك 

أو يتجاهلك 

أو يبتعد عنك 

مهما أحبك لن يظل معك 

ومهما كنت مقربا منه لن يتحملك 

جاءتني قبل يومين متزوجة من رجل أحبها جدا ، وأحبته حبا أكثر وكانت مختلفة مع أهله اختلافا طبيعيا قد يحدث في أي بيت ، إلا أنها بالغت بالضغط عليه :

أهلك أذوني 

ما أقدر أتحملهم

يغارون مني 

ما يحبوني ويحبون كل زوجات إخوانك 

أنا أكرهم 

ومع استمرار هذه الزوجة بالضغط على الزوج ، بدأ الزوج بالتحامل على أهله والنفور منها ليبحث هو عن منطقة راحة تخصه ، وبالطبع سيكون فريسة جيدة لمن تحتويه في الخارج ، هذا ما حصل ، وجد من طبطبت عليه واحتوته فتزوجها تاركاً الزوجة الضاغطة وعائدا لأهله.

جاءتني تبكي غدره كما وصفته ، والحقيقة كان من المفترض أن تبكي أسلوبها الضاغط لأن زوجها هو خسارتها الأولى التي ستجر معها خسارتها لأبنائها إن استمرت بنفس الأسلوب والكيفية .

استوقفتني هذه القصة كثيرا ، لأنها لا تشمل زوج وزوجة فقط بل تشمل كل علاقاتنا وتفاصيلها :

تضغط على ابنك سيتمرد عليك 

تضغط على العامل في المنزل سيرحل ويتركك 

تضغط على صديقك ستخسره 

تضغط على موظفيك لن يستمروا معك

فالضغط حالة من التراكم النفسي والفكري ينشأ من المواقف غير المنتهية ، إن لم تعالجه سينتهي بحالتين؛ تخسر نفسك أو تخسرهم. 

احذر من الضغط !

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...