الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

نتائج الثانوية وصحة أجيالنا النفسية بقلم د. نادية الخالدي


نتائج الثانوية وصحة أجيالنا النفسية 

بقلم د. نادية الخالدي 

كل ما نحتاجه في تأسيس جيل جديد (هو صنع جيل يعي ما يستطيع تقديمة لنفسه وللأجيال بعده) وما كنا نحتار فيه هو كيفية إيصال هذا الجيل لعمق الصحة النفسية والفكرية والاستقرار النفسي .

وعند حدوث أزمة كورونا أصبحت الحياة ترتبنا معها فما كان ممنوعا بالأمس أصبح واقعا اليوم فالهواتف كانت ممنوعة بالمدارس والآن المدارس هي داخل تلك الهواتف ، وهذا يدل على مرونة الحياة وتغيراتها المستمرة وإن لم نواكب التغيير واكبنا بالتأكيد التأخر. ولأن التغيير الغريب والجديد الذي يحدث لنا هذه الأيام يحتاج أن نكون مبصرين وواعين كفاية له نجد أن طلاب وخريجي كورونا هم من كان لهم نصيب الإبداع الكافي في قياس قدراتهم على التغير المفاجيء والتأقلم مع النظم الجديدة التي لم يعتادوا عليها في تحديد مصير حياتهم (وعند) استغرابي لكثير من المعارضين لنسبة النجاح العالية الا انني أؤيدها بشدة فأبناؤنا يحتاجون أن نعطيهم الثقة والفرصة في اختيار تخصصات ومهن تواكب ميولهم الحقيقة لا درجاتهم وتجميعهم العالي فكم من فنان لم نستطع اكتشافة لأن درجاته لم تسمح له دخول كلية الفنون أو كم من جراح لم نتعرف عليه لأن درجاته وتجميعها لم تسعفه للدخول في كلية الطب وكم من أديب ساقه القدر لاتجاه بعيد عن الأدب بسبب درجة أو درجتين 

لا أمانع سلم الدرجات بل هو امر مطلوب جدا ولكن أؤيد  اختبار الميول المهنية ودروس الموهبه والابداع وإعطاء ومنح الفرص وإطلاق القدرات  وأن لاتحصر معايير القبول على رقم تم تجميعه فقط  من اسئلة وامتحانات نظرية بل يضاف إليها ميول ورغبات وإمكانيات واستعداد الطالب نفسه 

فكثير من الطلاب جيد شفهيا وغير جيد كفاية في التحرير الورقي 

هل هذا يعني أنه ضعيف التحصيل أو أنه قد يكون  مبدعا بحيث لا يستطيع حصر عقله بقلم وورقة؟

العلم عالم واسع ولو كنت صاحبة قرار لجعلت الطلاب يختارون الكليات بما يتوافق مع  استعدادهم المهني والفكري والأدائي ورغباتهم وإبداعاتهم ، هذه الخطوة الاولى ثم يلذأ ميدان خيارهم  ودراسته هو من يختبر ويحدد  معيار استمرارهم ام انسحابهم 

أخيرا 


ألف مبروك لكل الناجحين بالثانوية (الخريجون الكورونيون) الذي دخل تخرجهم التاريخ  

وشكرا لكل مربي ومعلم اجتهد بهذا الدور 



‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الاثنين، 7 سبتمبر 2020

الولاء الخفي بقلم د. نادية الخالدي

الولاء الخفي 

بقلم د. نادية الخالدي 


هل سألت نفسك لماذا في حياتك قصصا مكررة قد تكون لأبويك أو لأجدادك ؟ 

هل سألت نفسك لماذا كلما بدأت بقصة جديدة  تجد نفسك تكرر قصصا من انتهت قصصهم من أهلك ؟ 

هل لاحظت حياتك وحياة من سبقوك من عائلتك 

هل هناك تشابه بين ما تعيشه الآن وما عاشوه 

وبين ما تعانيه الآن وما عانوه 

وبين ما يبكيك الآن وما أبكاهم 

وبين ما أوجعك الآن وما أوجعهم في السابق ؟

إنه : 

الولاء الخفي ، وهو نوع من التكرار القهري لكنه يختلف عنه أنه مختص بأجيال العائلة ذاتها 

أي الولد يكرر دور الأب 

البنت تعيد قصة الأم 

الأب يكرر تجربة الجد 

يحدث ذلك من صدمة حدثت لأحدهم في جيل من الأجيال وانتقل أثرها للأجيال الأخرى 

فكم شخص تعثر أبوه في المرحلة الثانوية فتعثر هو أيضا 

وكم شخص انفصل أبوه عن أمه أو انفصلت أمها فعاشت مثل القصة 

وكم شخص خسر جده بعمل فعاد هو مثل تلك الكرة.

الولاء الخفي ،هو سلوك كامن يسكن كل واحد فينا يختلف في الشدة والنوع من شخص لآخر ، إلا أنه متشابه في النتيجة النهائية  ، فكلما زاد حبنا وتعلقنا بمن نحب -وننتبه لكلمة (تعلق)- زاد الولاء الخفي داخلنا ومعنا لهم ، فنعيد مشاعرهم وقصصهم وحكاياتهم تأثرا بهم ليس رغبة منا في الظاهر ، بل تلك الرغبة الموجودة في العمق التي تصدر صوتا خافتا داخلنا لهم ، تقول : ( لستم وحدكم ، من يتعثر نحن أيضا نتعثر معكم لتشعروا أنتم بالاطمئنان بأنه لم يحدث هذا الأمر فقط لكم ) 

الولاء الخفي يعني لن أستطيع السعادة وأمي عاشت حزينة ، ولن أستطيع النجاح وقد فشل أبي ، ولن أستطيع الاستمرار بالزواج وقد انفصلت جدتي، لا أستطيع أن أعيش حياة تختلف عنهم ، بل يجب أن أساندهم وأدعمهم ، ولا يمكن أن أكون أفضل منهم. 

أي الولاء الكامل الشعوري والنفسي 

وخفي أي يسكن عقلنا الباطن ويظهر بالسلوك مختفٍ لا نشعر أنه تكرار قهري إلا عندما ننتبه له 

ولا أخفيكم ، الكثير والكثير لا ينتبهون لهذا الأمر 

هو قيد يحتاج التحرر النفسي .

لاحظ حياتك الآن إن كنت تكرر قصة ليست قصتك 

قف عندها لا تكملها 

هم ليسوا أنت 

وأنت لست هم 

عش قصتك أنت بعيدا عنهم 

ونحن جاهزون للمساعدة

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

دع الحزن يقف عندك د. نادية الخالدي



تزعجني ظاهرة إحياء الحزن من جديد كذكرى وفاة أو ذكرى انهيار نفسي حدث لأحدهم أو ذكرى زواج تدمر مع الأيام أو أي ذكرى مؤلمة حدثت في تاريخ الإنسان وانتهت .
ولا أفهم ولا أتفهم لماذا يفعل الناس ذلك ،  هل هو حباً للمعناة أم رغبة لأخذ الدروس والعبر ومراجعتها أم خوفا من انزلاقها من الذاكرة فيصبح من الواجب صيانتها دوريا رغبة في تثبيتها الحزين ؟
لماذا كل هذا ؟ لتحزن أكثر وتنهار أكثر وتبكي أكثر وأكثر؟ 
ومع تفهمي لحجم الألم والمعاناة الذي يحدث للإنسان نتيحة ألم أو حدث مزعج أصابه في حياته ، إلا أنني متفهمة أيضا أن الحياة تسير للأمام لا تعود للوراء أبدا . فلماذا تعود لنقطة انتهت وتحيي الذكريات التي من الواجب أن تموت داخلك من أجل صحتك النفسية. أما أولئك الذين يوزعون أحزانهم على عمرهم بأكمله، هؤلاء أشفق عليهم جدا ، فهم لم يتقبلوا أن الحزن شعور إجباري من حقه أن يعيش معك وفي حياتك مثله كالفرح والسعادة ، فهي سلسلة مشاعر واحدة يختلفون في التأثير والنوع ولكن يتشابهون بالأصل ودورة الحياة الشعورية . مهما كنت سلبيا ستمر بسعادة ومهما كنت إيجابيا لابد من سحابة حزن، فهذا أمر طبيعي جدا في فهم المشاعر 
وفي قانون المشاعر ، الشعور الذي تسمح له بالمرور يمر بسلام 
والذي تقاومه يقاومك 
والذي تحاربه يقتلك 
والذي تهمله يفتك بك 
والذي تتقبله يتقبلك 
وعند هذا القانون راجع تفاصيل حياتك الآن 
ركزت على الحزن ، كل الأحداث الحزينة تأتي لك فهي تزداد بالتركيز وتتوقف بالقبول 
 وركز على الخير ، تجد كل الخير يعرف طريقك 
في المقابل قاوم الشر وخَفْ من الأشرار يظهرون أمامك
أما اذا تقبلت وجود كل شيء على اختلافه عنك، 
الخير والشر والصواب والخطأ والسلام والاضطراب، ستتفهم أن كل شيء من حقه أن يعيش وأنت من تشبك مع من يوازيك شعوريا 
راقب حياتك 
ثم اطلع على كلماتك 
ثم دون ما تقاومه وما تخاف منه 
وما تهمله 
ستجد كل ما سبق هو ما تعيشة الآن  
دع المشاعر  تمر بسلام لتكون حياتك سليمة 
ودع كل الألم والحزن يقف عندك 
لا تنقله للناس ، لا تركز عليه 
إلا إذا كنت تريد أن تذكر كيف خرجت من ظلمة الحزن إلى نور تخطيه .

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الاثنين، 24 أغسطس 2020

فن السكوت د. نادية الخالدي

فن السكوت 

د. نادية الخالدي 

لماذا تقول كل شيء عن نفسك بحجة أعرفه جيداً ؟ 

أو بدافع ارتحت له نفسياً ؟

لماذا تعطي الناس مفاتيح أذيتك بنفسك ؟ 

لماذا تذكر نقاط ضعفك وأماكن وجعك ؟

ثم تأتي بعد ذلك تندب خيانة صديق أو طعن قريب ، إن الكلام فن وذوق ومهارات أمر نعرفه جميعنا ، ونسعى دائما وعلى الدوام تعلمه وإتقانه 

إلا أن السكوت هو فن من نوع آخر ، يحفظك من كل أذية ، ومن كل سوء 

فن السكوت لا يعني الصمت فحسب ، بل يعني ما بعد الصمت ماذا سيكون ؟ 

فالصمت أداة استفزاز بارعة في إخراج ما في قلوب الناس عنك 

والصمت أداة أمان تحفظك من كشف نقاط ضعفك للآخرين 

والصمت أداة تجعلك تتقن الاستماع لمن هم حولك 

والصمت سلاح لحل الأزمات باللين ، بعيدا عن العنف والقوة 

الصمت ترفع عن المجادلة والنقاش 

وعن التفاهات والنزاعات 

وعن تفسيرات الكلام 

السكوت فن عميق صعب التمرس والممارسة 

فهو أقوى بالتعبير ، أصدق في توصيل الرسالة ، وأعمق بالتأثير 

لذلك المسرح الصامت أصعب وأصدق وأقوى من ذاك المليء بالكلام 

والفن الصامت أرقى وأعمق من ذاك المحشو بالكلمات. 

الصمت يطلق العنان للجميع أن يكشف لنفسه عن نفسه ، كيف يفكر ويفسر الاشياء دون دلالات لها سوى مشهد صامت يتيح له حرية التفسير 

الصمت تقرير نفسي يعبر لك عنك 

لذلك ، لتنجو بنفسك من منعطفات الحياة 

تكلم قليلا ، واصمت كثيرا 

اعطِ معلومات سطحية عنك 

لا تتعمق بالحوار والنقاش مع أي شخص لا تثق به 

وإن وثقت به ، لا تكشف كل أوراقك له 

وإن كنت تحتاج للكلام تكلم لمختص يحفظ سرك ويعطيك رأيا محايدا عنك وينجيك ويطورك دون أن يأتي يوم يذكرك بأنه فعل لك شيء من هذا 

انتبه ! السكوت فن لا يفمهه سوى من يتقن التعامل مع نفسه

‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 11 أغسطس 2020

هل أنت كافٍ لنفسك ؟ د. نادية الخالدي

 


كافٍ

معنى عميق يعبر عن الامتلاء ، أيا كان شكله أو نوعه 


مكتفٍ بالنزهات 

مكتف بالسفر 

مكتف من نوعية الأكل المعتاد عليه 

الاكتفاء يعني أنك مكتف من الحصة النفسية والفكرية والجسمية المخصصة لك 

ما سنطرحه الآن هو الكفاية النفسي 

هل أنت كاف لنفسك ؟ 

كيف ستجيب على هذا السؤال ؟

أو هل تعرف إجابته فعليا ؟ 

ما معنى الاكتفاء النفسي ؟ 

وما فائدته ؟ 

وماذا نحتاج فيه ؟ 

جميعنا نحتاج الاكتفاء بكل شكل له ونوع ، إلا أن الطرق المؤدية له هي ما لا نعرفه 

فالاكتفاء بالحب حاجة لكل البشر ، يتوهم من يظن أنه لا يملك من يحبه ، لا يوجد شخص بالعالم ليس لديه على الأقل شخص واحد يحبه 

الاكتفاء عقليا ، نحتاج أن نتعلم ونحرك العمليات العقلية بالتفكير الصحيح ، إن لم نعرف هذا شغلنا وقتنا بالأوهام والتوقعات البائسة 

الاكتفاء عملية تُكفى بالامتلاء وتمرض بغيره ، 

حيث إنها عملية تكاملية ، فاكتفاء الروح من التغذية الروحية 

واكتفاء العقل من الإشباع المعرفي والعلمي 

واكتفاء المشاعر من العلاقات الداعمة والمستمرة 

ما فائدته ؟ تعبئة يومية يحتاجها الجسد والعقل والروح، 

ونضع تحت تعبئة يوميا آلاف الخطوط ، 

الكفاية لا تعني التعبئة المؤقتة أو عند الحاجة ، 

بل تعني جرعة يومية يجب عليك أن تقوم بها . 

لذلك اكتفاء الأمس لا يغني عن كفاية اليوم والاستغناء عن كفاية الغد ،

كل يوم له جرعة كافية تؤديها ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الكفاية الزائدة متعبة ، والكفاية القليلة لا تكفي . 

نعم نحتاج أياما فوضوية ، لكن السائد أيام كافية نفسيا وروحيا وعقليا ومعرفيا واجتماعيا  

جرب أن تعبئ كفايتك كل يوم بجدول يومي 

واستمتع بصحة نفسية كافية

 وتذكر أن المكتفي يكتفي بنفسه ويتشارك هذا الاكتفاء مع الآخرين 

لا أن يبحث عن كفايته عندهم ؟ 

فإن بحثت عن كفايتك عند شخص ، أنت غير مكتف مع نفسك ، وغير المكتفي مع نفسه لا يعطي الآخرين ؟


‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 4 أغسطس 2020

السقوط الجميل د. نادية الخالدي





كم عدد الصور التي وددت أنك لم تلتقطها لأنهم سقطوا من عينك ؟
وكم عدد اللحظات التي رغبت أن لا تعيشها لأنهم سقطوا من قلبك ؟
وكم عدد المواقف التي يزعجك ذكرها لأنك سقطت من عين نفسك ؟!
كم عدد من سقط من حياتك ومن هو آيل للسقوط ومن هو مرشح لذلك ؟
أعلم وأتفهم ، الجواب : الكثير والكثير .
سألتني إحدى مراجعاتي في العيادة النفسية
دكتورة : هل سقطتِ من عين نفسك ؟ 
كان سؤالا جديدا وفريدا ومباغتا وغير متوقع ، إلا أنه أحيا بداخلي الكثير ، مما جعلني أكتب هذه المقالة لكم، 
وبين صراع القالب الاجتماعي (ماذا أرد كدكتورة نفسية؟) و ( لماذا لا أرد كإنسانة طبيعية؟) ، حسم عقلي الصراع هذا بقول : نعم ، كثيرا ومرارا إلا أنني 
لا أفكر بعدد المواقف، فالكمية خبرة نحتاج تعلمها لنكون الافضل والأحكم مع الوقت ، بل أفكر بماذا يجري معي خلف هذا السقوط ؟
عندما نسقط من عين أنفسنا، نخجل منها وفي أحيان نكرهها ونحتقرها ، وعند هذا المساق الذي يسوقنا للتهلكة النفسية ، اعرف عزيزي القارئ أن من يسقط من عين نفسه هو من يحملها ويروضها ويعدلها ، لذلك أيا كانت أخطاءك وقوتها وشدتها ، لابد أن هناك جانبا إصلاحيا لم تتعلمه بعد ، لذلك سامح نفسك من ذاك الخذلان الذي سكنك عندما سقطت ، وانهض لتقف مرة أخرى أقوى وأصلب .
وفي كثير من الأحيان -إن لم يكن غالبا- يسقط الآخرون من حياتنا ، سقوط الآخرين مختلف عن سقوط الذات، 
فالاخرون يسقطون لتصبح الحياة بدونهم أكثر خفة ، وتصبح أنت أكثر حكمة في انتقاء واختيار الاخرين، 
فمن سقط من عينك سيعلمك البصيرة أكثر ،
ومن سقط من قلبك سيروض اندفاعاتك الشعورية أكثر، 
ومن سقط من ذاكرتك سيعلمك أن اللحظات مهمة والعمر مهم أكثر وأكثر . 
أما السقوط اللذيذ الجميل الرائع المرغوب هو ذاك السقوط الذي تسقط به جانبك الشرير ، تكبرك على الآخرين وتعاليك عليهم وأسلوب التعجرف والظلم لهم، 
تسقطه لتعتلي بخلقك وإنسانيتك وحكمتك .
هذا هو السقوط الرائع 
ولكن يؤسفني أن أقول لك :
لن تصل له حتى تسقط بكل ما ذكر في السابق !
فالسقوط نهوض من نوع آخر يدعى (الخبرة) ،
السؤال الآن كم مرة سقطت من عين نفسك ؟
‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

الثلاثاء، 28 يوليو 2020

فضيحة أخلاقية د. نادية الخالدي

فضيحة أخلاقية 
 د. نادية الخالدي 
 
 بين الاندفاع لاتهام الغير ، والشعور بالنشوة لسقوط الكثير ، وبين الهمزات الكلامية التي وجدت أخيرا مبررا منطقيا لها ، وبين العداوة المبطنة التي وجدت منفذا لظهورها ، والرغبة بالاستهزاء والتعبير الجارح والناقد لكل شيء أو حدث أو شخص .
 اسأل نفسك عزيزي القارئ :
 لماذا كل هذا ؟
 لماذا التربص لسقوط أحدهم ؟ 
 أو الاستمتاع بفضيحة الآخر ؟ 
 أو الاستهزاء لحدوث أمر لآخر ؟
 لماذا كل هذا ؟ 
 أين الأخلاق ؟ "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق "
 أين ستر عورات الناس ؟ فالتشهير فضيحة أخلاقية "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا .."
 تكون الإجابة التي لا أظنها إجابة ، إنما مبرر لكل خلق غير سليم :
 يستأهل .... الجواب ( لا تستهزئ بأخيك فيعافيه الله ويبتليك ) 
 عمل كذا.......الجواب ( لا تصدر أحكاما غير متأكد منها ) 
 عزيزي الإنسان القارئ الواعي المسلم ..
 تذكر قصة الأخوين مع سيدنا داود -عليه السلام- وحكمه على أحدهم برد النعجة لأخيه ، ثم تبين له أن الحق مع الآخر صاحب الـ٩٩ نعجة ، فاستغفر ربه وأناب إليه .
 المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، لا تظلم لمجرد أنك سمعت ، ولا تخرج حالتك النفسية على أحد بحجة أنه مخطئ ، لا تأخذ دور الحكم الذي هو أصلا ليس دورك ، ولا تشوه صورة نفسك  من خلال تشويه صورة الآخرين  ، وكل ما يتبع ذلك من أجل حالة شعورية ، أو مع كلام القطيع . يحتاج الإنسان منا أن يراجع حالته الفكرية والأخلاقية مع الكثير والكثير من انفعالاته النفسية . 
 لنحترم بعض أكثر .. 
 لنرتقِ بأسلوبنا ..
 لنتريث في إطلاق الأحكام .. 
 فالأخلاق قيمة تظهر في سلوكنا
 ‏Twitter &instgram :@drnadiaalkhaldi

مقالات أميرة القمر (د.نادية الخالدي )

اللي ما يطول العنب حامض عنه يقول https://www.alraimedia.com/article/1612121

مثل معروف... في مجتمعنا يرمز إلى الشيء الذي لا تصل له، تخرج العيوب فيه وهذا المثل يرجع لقصة كتبها الشاعر اليوناني اسوب، الذي كتب عن ا...